Личность мусульманина, формируемая исламом в Коране и Сунне

Мухаммад Али аль-Хашими d. Unknown
105

Личность мусульманина, формируемая исламом в Коране и Сунне

شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة

Издатель

دار البشائر الإسلامية

Номер издания

العاشرة

Год публикации

١٤٢٣هـ - ٢٠٠٢م

Жанры

وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (١). ولقد جاءت آيات القرآن الكريم تترى مؤكدة منزلة الرحم في الإسلام، حاضة على الإحسان إليها، وإرهاف المشاعر للإحساس بوشائجها وأداء حقوقها، وتوقي هضم تلك الحقوق أو خدشها أومسها بظلم أو أذى، محذرة من الإساءه إليها. ومن هذه الآيات الكريمة قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾ (٢). فقد أمر بتقوى الله، وثنى بالأرحام، إعظاما لها، وتأكيدا على توقيرها، والحنين دوما إلى نداها وظلها. وحسب الرحم أهمية ومنزلة في شعور المسلم الصادق أن الأمر بصلتها وبرها أتى في أكثر الآيات الكريمة بعد الإيمان بالله والإحسان بالوالدين: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ (٣). ثم يقول بعد قليل: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا﴾ (٤). ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ ...﴾ (٥). ومن هنا تأتي مرتبة ذوي القربى في البر بعد الوالدين، كما حددها

(١) متفق عليه. (٢) النساء: ١. (٣) الإسراء: ٣٤. (٤) الإسراء: ٢٦. (٥) النساء: ٣٦.

1 / 105