Личность мусульманина, формируемая исламом в Коране и Сунне

Мухаммад Али аль-Хашими d. Unknown
102

Личность мусульманина, формируемая исламом в Коране и Сунне

شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة

Издатель

دار البشائر الإسلامية

Номер издания

العاشرة

Год публикации

١٤٢٣هـ - ٢٠٠٢م

Жанры

فأهملتهم، فكانوا شرا واصبا عليها وعلى المجتمع والناس، وبلاء يلاحقها في هذه الحياة وبعد الممات، وصدق الله العظيم: ﴿إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ﴾ (١). وما كان الأولاد ليكونوا أعداء لآبائهم لو أن الآباء استقاموا على الطريقة، وعرفوا مسؤولياتهم إزاء أولادهم، وقاموا بتبعاتها حق القيام. يسوي بينهم: ومن أسلوب التربية الحكيم للأبناء التسوية بينهم، وعدم تفضيل أحدهم على الآخر في الأمور كلها، ذلك أن الولد الذي يشعر بالتسوية والعدل بينه وبين إخونه ينشأ صحيح النفس، بريئا من عقد النقص، لا يحقد على إخوته، ولا تأكل قلبه الغيرة والحسد، بل يشيع في نفسه الرضا والتسامح والإيثار والبر وحب الغير، وهذا ما حض عليه الإسلام، وأمر به الوالدين. روى الشيخان عن النعمان بن بشير رضى الله عنهما أن أباه أتى به رسول الله ﷺ فقال: إني نحلت ابني هذا غلاما كان لي. فقال رسول الله ﷺ: «أكل ولدك نحلته مثل هذا؟» فقال: لا، فقال رسول الله ﷺ: «فارجعه»، وفي رواية: فقال رسول الله ﷺ: «أفعلت هذا بولدك كلهم؟ قال: لا، قال: «اتقوا الله واعدلوا في أولادكم»، فرجع أبي فرد تلك الصدقة. وفي روايه: فقال رسول الله ﷺ: «يا بشر، ألك ولد سوى هذا؟»، قال: نعم، قال: «أكلهم وهبت له مثل هذا؟» قال: لا، قال: «فلا تشهدني إذا، فإني لا أشهد على جور»، ثم قال: «أيسرك أن يكونوا لك في البر سواء؟» قال: بلى، قال: «فلا إذا» (٢).

(١) التغابن: ١٤. (٢) متفق عليه.

1 / 102