أهل الفترة ومن في حكمهم
أهل الفترة ومن في حكمهم
Издатель
مؤسسة علوم القرآن - عجمان،دار ابن كثير
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٠٩ هـ - ١٩٨٨ م
Место издания
دمشق - بيروت
Жанры
أحاديث تدل على أن أهل الفترة لا يُعذرون وإن لم يأتهم نذير، ومن هذه الأحاديث:
أ- عن أبي هريرة ﵁ قال: قال النبي ﷺ: "استأذنتُ ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي" (١).
ووجه الدلالة في هذا الحديث الشريف أن عدم الإِذن للنبي ﷺ في الاستغفار لأمه يدل على أنها في النار. وهي من أهل الفترة؛ فدلّ على أن من مات من أهل الفترة على الشرك فهو في النار.
ب- وحديث أنس أن رجلًا قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: في النار. فلما قفى دعاه فقال: إن أبي وأباك في النار" (٢).
وجه الدلالة من هذا الحديث الشريف: أن الكافر في النار، وأهل الفترة كفار فهم في النار.
٦ - واستدلوا بالعقل، واحتجوا بما أخبر الله ﷾ عن إبراهيم ﵇. قال تعالى حكاية عن إبراهيم ﵇ ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً (٢) إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [الأنعام: ٧٤].
وكذلك استدلاله ﵇ بالنجوم ومعرفة الله بها قال تعالى: ﴿فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام: ٧٨].
واحتجوا كذلك بمحاجّة الرسل لأقوامهم قال تعالى على لسان رسله بما يرشدهم بالعقل ﴿قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
= الرجال في الحديث، وكان ﵀ حرّ الضمير واللسان، دافع عن البخاري بكل ما أوتى من قوة، توفي سنة ٢٦١ هـ انظر (تذكرة الحفاظ- الذهبي ٢: ٥٨٨). (١) أخرجه مسلم -انظر (النووي -٧: ٤٥ باب استئذان النبي لقبر أمه/ القشيري). (٢) صحيح مسلم على النووي -باب من مات على الكفر فهو في النار ج ٣ ص ٧٥.
1 / 76