Ориентализм и ориенталисты: достоинства и недостатки

Мустафа ас-Сиба’и d. 1384 AH
16

Ориентализм и ориенталисты: достоинства и недостатки

الاستشراق والمستشرقون ما لهم وما عليهم

Издатель

دار الوراق للنشر والتوزيع

Место издания

المكتب الإسلامي.

Жанры

أدخل أضغاث أحلام في رأسه، وتوهَّمَ أنه يعرف شيئًا وهو يجهله، وكل منهم إذا درس في أحدى لغات الشرق أو ترجم شيئًا منها تراه يخبط فيها خبط عشواء، فما اشتبه عليه منها رقعه من عنده بما شاء، وما كان بين الشبهة واليقين حدس فيه وخَمَّنَ فرجَّح منه المرجوح، وفضَّل المفضول». وفي الحق أنَّ كلًا من الثناء المطلق والتحامل المطلق يتنافى مع الحقيقة التاريخية التي سجَّلها هؤلاء المُسْتَشْرِقُونَ فيما قاموا به من أعمال، وما تطرَّقوا إليه من أبحاث، ونحن من قوم يأمرهم دينهم بالعدل حتى مع أعدائهم ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ (١). تاريخ الاستشراق: لا يعرف بالضبط من هو أول غربي عني بالدراسات الشرقية ولا في أي وقت كان ذلك ولكن المؤكَّد أنَّ بعض الرهبان الغربيِّين قصدوا الأندلس في إبَّان عظمتها ومجدها، وتثقَّفُوا في مدراسها، وترجموا القرآن والكتب العربية إلى لغاتهم، وتتلمذوا على علماء المسلمين في مختلف

(١) [المائدة: ٨].

1 / 17