257

البلاغة العمرية

البلاغة العمرية

Издатель

مبرة الآل والأصحاب

Издание

الأولى

Год публикации

٢٠١٤ م

Регионы
Кувейт
عَلَيْكَ مِنْ حَرْبِكَ مَا بَقِيَ - تَكْسِرُ قَرْنَهُ (١)، وَتُفْسِدُ قَلْبَهُ! أَمْضِ لَهُ سَلَبَهُ، وَفَضِّلْهُ عَلَى أَصْحَابِهِ عِنْدَ العَطَاءِ بِخَمْسِمِائَةٍ (٢)، أَنَا أَعْلَمُ بِزُهْرَةَ مِنْكَ، وَإِنَّ زُهْرَةَ لَمْ يَكُنْ لِيُغَيِّبَ مِنْ سَلَبٍ سَلَبَهُ شَيْئًا، فَإِنْ كَانَ الَّذِي سَعَى بِهِ إِلَيْكَ كَاذِبًا فَلَقَاهُ اللهُ مِثْل زُهْرَةَ، في عضديه يارَقان، وَإِنِّي قَدْ نَفَّلْتُ كُلَّ مَنْ قَتَلَ رَجُلًا سَلَبَهُ» (٣).
[٤٤٤] وَمِنْ كِتَابٍ لَهُ ﵁
إلى سعد بن أبي وقاص ﵁ -
«أَمَّا بَعْدُ، فَسِرْ مِنْ شَرَافَ نَحْوِ فَارِسَ بِمَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ، وَاسْتَعِنْ بِهِ عَلَى أَمْرِكَ كُلِّهِ، وَاعْلَمْ فِيمَا لَدَيْكَ أَنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى أُمَّةٍ عَدَدُهُمْ كَثِيرٌ، وَعُدَّتُهُمْ فَاضِلَةٌ، وَبَاسُهُمْ شَدِيدٌ، وَعَلَى بَلَدٍ مَنِيعٍ - وَإِنْ كَانَ سَهْلًا - كَؤُودٍ (٤) لِبُحُورِهِ وَفُيُوضِهِ وَدَآدِئِهِ، إِلا أَنْ تُوَافِقُوا غَيْضًا مِنْ فَيْضٍ.
وَإِذَا لَقِيتُمُ الْقَوْمَ أَوْ أَحَدًا مِنْهُمْ فَابْدَءُوهُمُ الشَّدَّ وَالضَّرْبَ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمُنَاظَرَةَ لِجُمُوعِهِمْ، وَلا يَخْدَعُنَّكُمْ، فَإِنَّهُمْ خَدَعَةٌ مَكَرَةٌ، أَمْرُهُمْ غَيْرُ أمركم؛ إلا أَنْ تُجَادُّوهُمْ، وَإِذَا انْتَهَيْتَ إِلَى الْقَادِسِيَّةِ - وَالْقَادِسِيَّةُ بَابُ

(١) قَرنُ الإنسان: جانب رأسه. (جامع الأصول لابن الأثير - (٧٥٦١».
(٢) رواه الطبري في تاريخه: ٣/ ٥٦٨ وابن الأثير في الكامل في التاريخ: ٢/ ٣١٤.
(٣) رواه الطبري في تاريخه: ٣/ ٥٦٨.
(٤) الكَؤُودُ: المرْتقَى الصَّعْبُ، وَهِي الصَّعُودُ. (تهذيب اللغة للأزهري: ١٠/ ١٧٨).

1 / 264