تيرسياس :
نعم، إني أسمعك يا أوديب. أتريد أن تتحدث إلي؟
أوديب :
أهذا هو الذي كنت تريده يا تيرسياس؟ كنت تحسدني على ضوئي، فأردت أن تجرني إلى ظلمتك؟ إني مثلك أشاهد الآن الظلمة الإلهية. لقد عاقبت عيني اللتين لم تضيئا لي الطريق. لن تستطيع منذ الآن أن تستطيل علي بما يمنحك العمى من تفوق.
تيرسياس :
إذن فهي الكبرياء التي دفعتك إلى أن تفقأ عينيك. لم يكن الإله ينتظر منك هذا الإثم الجديد ثمنا لجريمتك الأولى، إنما كان ينتظر منك الندم ليس غير.
أوديب :
الآن وقد ثاب إلي الهدوء وسكت عني الألم وفارقني السخط على نفسي، أستطيع أن أجادلك يا تيرسياس. إني لمعجب بما تعرض علي من ندم. أنت الذي يزعم أن الآلهة يقودوننا، وأني لم أكن أستطيع أن أفلت مما قدروا علي.
لعل هذه التضحية التي فرضتها على نفسي كانت مقدرة علي هي أيضا؛ بحيث لم أكن أستطيع أن أتجنبها. لا بأس! لقد ضحيت بنفسي عن إرادة ورضا. لقد بلغت من الرفعة منزلة لم أكن أستطيع أن أعدوها إلا إذا وثبت محاربا لنفسي.
كريون :
Неизвестная страница