============================================================
الناصر محمد بن قلاون - وذلك آمر يلحق باليقين - فإن بإمكاننا اعتبار كتاب "النزهة" أحد أهم المصادر التي أرخت لحياة السلطان، ولا يرجع ذلك إلى دقة المؤرخ في تقصي الحقائق وتظيم سردها فحسب، بل إلى عنايته الفائقة بذكر تراجم مشاهير وأعلام الفترء التي أرخ لها ، والتي عاصرها بنفسه، وما يجعل للكتاب قيمة علمية على وجه الخصوص، آن اليوسفي قد ضمنه عددا من الكتب والتوقيعات والمناشير، التي لم نقع عليها في المصادر الاخرى، هي : توقيع (1) بتولية الصاحب أمين الدين أمين الملك نظر الشام عوضا عن الصاحب شمس الدين غبريال ومنشور(2) بالانعام على الأمير ناصر الدين محمد بن جنكلي بامرة طبلخاناه ومنشور(2) بالانعسام على مهنا بن عيسى، امير آل فضل، بقرية دومة، يضاف إلى ذلك تقريران(4) للمؤرخ عن الحملة على بلاد سيس، من هنا كانت فرادة الكتاب: وقدر مؤرخو العصر المملوكي كتاب "النزهة حق قدره، فاتخذوه مصدرا أساسيا لما اقتبسوه عن حياة الملك الناصر، فمنهم من نقل ما جاء فيه حرفيا(5) ، ومنهم من اقتبس(6) .
ويستفاد من مقارنة المقريزي مع اليوسفي (حوادث 733- 738) أن المقريزي قد اخذ من اليوسفي (7) بايجاز معظم الحوادث الواردة في كتاب "النزهة " مع اختلاف ظاهر في أسلوب الكتابة، ففي الوقت الذي تطفى العامية على أسلوب اليوسفي، يبرز الطابع الادبي لأسلوب المقريزي (1) المخطوط: 2ظ - 3و.
(1) المصدد نفسه: 3و- 3ظ (3) ايضا:55ظ - 57و.
)ايضا 12ظ - 173و، 181 و - 183و.
(5)(كما فعل الشجاعي والعيني (6)) كما فعل المقريزي وابن حجر وابن تغري بردي: (7) مع مراعاة السياق المعتمد في كتاب والنرهة لجهة التسلسل في عرض الموضوعات.
Страница 56