============================================================
اوحوا إلى أبي سعيد أن لا يؤمن عليه، وربما يظهر منه أمر يؤدي إلى سلب المملكة منك وعودها إليه، فأوهموا أبي سعيد وهما فاحشا حتى كتب إلى السلطان بقضيته وسأل فيه قتله مهما أمكن، وأرسل كتاب بذلك مع قطلوبك ملوك السلامي كما ذكرنا . قلما وقف عليه السلطان أمر لدليلين من العرب أن يلحقا للأمير سيف الدين برصبغا، أمير الحاج، ومعه كتاب يتضمن الأمر يقتل ياسور المذكور، وأمره أن يشرك في أمره الشريف عطيفة، والشريف رميثة أصحاب مكة، شرفها الله تعالى، وأمر لقطلوبك المذكور مملوك السلامي أن يكون مصاحبا للدليلين المذكورين. وكان حضوره إلى مصر مستهل ذي القعدة من السنة الماضية، وخروجه من تبريز كان في العشر الأول من شوال، واقام بمصر عشرة أيام، فركب مع الدليلين ووصلوا إلى مكة يوم دخول الحاج إليها، واجتمعوا بالأمير برصبغا وأعطوه كتاب السلطان فقراه وفهم ما فيه، فطلب الشريفين المذكورين وأعلمهما بالقضية، فلم يوافقاه على ذلك خوفا من عاقبة هذا الأمر.80.
2 - ورد في المخطوط(1) : "... واتفقوا أن كتبوا للسلطان بأنهم قد غلبوا فيه، وأنه لم يطاوعهم فكتب السلطان إليه صحبة مملوك نايب حلب كتاب بالانكار عليه، وأنه يخرج من بلاده قول واحد، وانه متى آقام جرد إليه عسكر. فلما وصل إليه الكتاب والمشافاة، قال: قله ما أدعك تعذب الناس، ألا والله لأرحلن إلى أرض غير أرضك، وأدخل تحت طاعة ملك اكون امن على نفسي منه. وركب من مكان نازل فيه، واقتضى رآيه آن يدخل على آبو سعيد ويقيم عنده وبلغ ذلك أخوه حديثة ومحمد وأولاده فركبوا إليه، وقصدوا منعه فأبى، وقال : أنا الزمت نفسي يمين الأبد أن ادخل بلاد أبو سعيد، وأقيم مع التتار. وغلب على رأيهم وفارقوه، وهم الى أن عدا الفرات، ووصل خيره إلى أيو سعيد وعرفوه أن هذا الرجل ملك العرب بأسرها، وقد دخل البلاد وما دخل إلا لأمر في نفسه. وكان أبو سعيد (1) المخطوط: هظ- 4هو.
Страница 20