============================================================
مقدمة واغتمدت كل الدراسات المتعلقة بتاريخ الفاطميين ونظيهم ورسومهم فى مصر على كتابات هؤلاء المؤرخين المتأخحرين وبعض الكتابات التى وصلت إلينا من العصرين الفاطمى والأيوبى كمؤلفات ابن الصيرفى وعمارة اليمنى وابن ظافر ل وابن الآثير وابن ميسر وأبى شامة . ولم يحاول الباحثون الذين درسوا نظم الفاطميين ورسومهم التعرف على مصادر مؤلفى عصر سلاطين المماليك التى اغتمدت عليها هذه الدراسات؛ وعلى الآخص القلقشندى والمقريزى وأبو المحاسن؛ وتتبع أولويات هذه المصادر ومعرفة الفترة التى دؤيت فيها لتحديد العصر الذى يصدق عليه ما أورده هؤلاء المؤلفون وخاصة ما يتعلق منها بالنظم والرسوم؛ فمؤلفو عصر سلاطين المماليك يكتبون عن أحداث تفصلهم عنها ما بين ثلاثة وخمسة قرون . وهكذا جاءت أغلب هذه الدراسات بأحكام عامة على تاريخ النظم والرسوم الفاطمية ولم تحاول تتبع تطور هذه النظم والرسوم على مدى ما ينيف على قرنين من الزمن هما عمر الدولة الفاطمية فى مصر . وقد سبق أن أشرت فى مقدمة القسم الخاص بممالك مصر والشام والججاز واليمن من كتاب " مسالك الأبصار" لابن فضتل الله العمرى إلى تكرر نفس هذا الخطأ عند دراسة نظم الدولة المماليكية فى مصر ، وأوضحث أن ما يورده القلقشندى والمقريزى والسيوطى عن نظام دولة المماليك لا يصذق تماما على عصرهم وإنما هو وصف لهذه النظم فى زمن دولة المماليك الأولى، وعلى الأخص فى عهد الناصر محمد ابن قلاوون ، الذى أهدى إليه ابن فضل الله العمرى كتابه الذى تقل عنه هؤلاء المؤلفون وصفهم للنظم المماليكية(1) .
وعلى ذلك فإن كتابة تاريخ صحيح للدولة القاطمية ونظمها ورسومها فى مصر لا يمكن أن يتم، فى غياب مصادر العصر الفاطمى، إلأ بعد التعرف على (1) ابن فضل الله العمرى: مسالك الأبصار فى ممالك الأمصبار - ممالك مصر والشام والحجاز واليمن، تحقيق أيمن فؤاد سيد (مط . المعهد العلمى الفرنى للأثار الشرقية بالقاهرة 1980)2 م
Страница 13