العبد والرحيم ما يقدر العبد على جنسه ... حكي أن رجلًا اعتقل لسانه عن الشهادة عند موته فجاء النبي ﷺ فقال ما كان يصلى ويصوم قالوا بلى يا رسول الله قال هل عق والدته قالوا نعم فدعا بها وأمرها بالعفو عنه فأبت لأنه قلع عينها فدعا بالحطب والنار فقالت يا رسول الله ما هذا قال أحرقه بالنار قالت حملته تسعة أشر وأرضعته ستين قال فإن رحمته الأم عفوت فعفيت عنه فانطلق لسانه وقال أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدًا رسول الله قال النيسابوري وغيره فالرحمن خاص اللفظ فلا يسمى به غير الله عام المعنى لأنه خلقه برزقه والرحيم عام اللفظ لأنه يطلق على غيره كهذه المرأة كانت رحيمة لا رحمانة وخاص المعنى بالآخرة فلا يرحم إلا المؤمنين فإن قيل الرحمن أعظم قال ابن العربي الله اسم الله الأعظم فلم ذكر العظيم بعده والعادة التدريج من الأدنى إلى الأعلى فالجواب أن العظيم لا يطلب منه الحقير كما حكي عن بعضهم أنه طلب شيئًا يسيرًا من بعض الأكابر فقال اطلب الحقير من رجل حقير فكأنه يقول تعالى لو اقتصرت على ذكر الرحمن لاستحييت مني أن تطلب الأمور اليسيرة ولكن علمتني رحمانًا فاطلب مني الأمور العظيمة كما قال النبي ﷺ إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فأنا أيضا رحيم فاطلب مني ولو ملح قدرك قال مؤلفه ﵀ إذا كان الملح حقيرا في الطلب فقد روى ابن ماجه عن النبي ﷺ سيد إداماكم الملح قال العلماء سيد الشيء وهو الذي يصلحه، حتى الذهب يزاد به صفرة، والفضة بياضًا، ويقلع البلغم من المعدة والصدر ويطرد الأرياح وينفع من وجع الفؤاد ويقلع الحفر من الأسنان إذا دلكها به مع قدره من السكر ويذهب الصفرة من الوجه ويحسن اللون لا سيما إذا استعمل صباحًا وإذا وضع على النار مع الخل ثم جعل في الفم يسكن وجع الضرس وهو صالح للأورام البلغمية العارضة لأصحاب الاستسقاء ومنافعه لا تحصى وسيأتي على هذه زيادة في باب الكرم إن قدر الله ... حكاية: قيل كانت للنمروذ بالذال المعجمة بنت صغيرة فقالت يا أبتي دعني أنظر إلى إبراهيم في النار فنظرت إليه فوجدته سالما فقالت كيف لا تحرقك النار فقال من كان على لسانه بسم الله الرحمن الرحيم في قلبه المعرفة لا تحرقه النار فقالت أريد الدخول عندك فقال قولي لا إله إلا الله إبراهيم رسول الله فقالت فصارت النار عليها بردًا وسلامًا فلما رجعت إلى أبيها أخبرته بذلك فأمرها بالرجوع عن دين إبراهيم فلم ترجع فعذبها عنابا شديدًا فأمر الله جبريل فأخذها ورضعها عند إبراهيم ثم زوجها بولده فولدت له عشرين نبيًا ورأيت في عرائس الثعلبي أن إبراهيم وجد في النار عين ماء ووردًا ونرجسًا وكان ابن ست عشرة سنة قال إبراهيم ما كنت قط بأنعم أيامًا من الأيام التي كنت بها في النار قال السعدي قام بها سبعة أيام وقيل أربعين.
فوائد.. الأولى: جاء في الحديث عن النبي ﷺ شموا النرجس فإن ما منكم من أحد إلا وله بين الصدر والفؤاد شعبة من برص أو جنون أو جزام لا يذهبها إلا شم النرجس قال علي ﵁ عن النبي ﷺ شموا النرجس ولو في اليوم مرة ولو في الشهر مرة ولو في السنة مرة ولو في الدهر مرة فإن في القلب حبة من الجنون أو الحزام أو البرص لا بذهبها إلا شم
1 / 27