اكل يوم جاينة للمدينة، من أي جهة كانت من الجهات القريبة أو البعيدة.
الفإن كان في الرفقة غلام، وقلما تخلو رفقة من ذلك، نظر في وجهه نظر وستم فيه أو مشبه له ثم سأله عن بلده ونسبه، فإذا عرفه به قال له: (الك اب او اخ؟) فإذا قال: (نعم)، قال له : (هذا الحق، ما خفي عني الدلم، فإني لما رأيتك شبهتك به، ذاك أخي وأعز الناس علي)، إن كان أباه.
ووان كان اخاه قال له : (ذلك ولدي، أنا رييته)، وقد يكون لم يرذلك الرجل القط وقد يكون رآه مرة في الطريق أو في السوق، وإن اتفق ذلك حتى يذكر اعض صرفته، استسلم إليه على الغور ام يسأله عما أتى به، فإن كان الغلام تاجرأ ومعه قماش دخل معه الداينة وأنزله في أجودها خانا وأوصى عليه الخاني، وأتاه من الحمالين بمن يدخل له قماشه بكراء مستصلح، ووقف معه عند صاحب الزكاة، وهو ارف الشيخ، فيراعي الغلام بسببه ويذكر(20) أنه إين قريبه، أو صديقه.
ثم يجتمع ببعض الدلالين ويقول لهم: (هذا قماش كثير، لا بد أن يخدم اصاحبه) ، فيجعل الدلال يصنع طعاما . فلا يستقر الغلام حتى يظهر لهه ظهورأ لا يستريب فيه ان الشيخ قد نفعه منفعة كثيرة واستصلح عليه جلة كبيرة. فإذا استقر قدم له الطعام وأوهمه انه من عنده، وفي الحقيقة الولاله ما صنع. ثم يرجع إلى أمر البيع والشراء، فيأخذه ويمضي به إلى السوق فيجمع بينه وبين الأمين والعدول ويوصيهم عليه ويحذره من البيع على مفلسي الأسمواق، ويعرفه من يلد ومن يعطل منهم، ويوضح لهه اميع وجوه مصالحه ويحذره عن جميع مضاره، فيري الغلام انه قد رحم ابه وما يدري انه رجم به، ولا يبقى يخالفه في دقيق ولا جليل.
الفإذا استقر به القرار إستدعاه لمنزله وأحضر غداءه الخاص به ولا ايد عليه شيئا، وكذلك من الشراب، فأكل معه وشرب ووضع يده في الغلام، فلا يزال يستمتع به مدة مقامه في المدينة . وإن كان الغلام لم
Страница 200