(مُقَدّمَة الْمُؤلف)
" بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم "
الْحَمد لله الَّذِي لَهُ الْأَسْمَاء الْحسنى، والعز الأسمى؛ وَالصِّفَات الْعليا، وَالْفضل الأنمى.
وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ وَلَا وَرَاءه مرمى، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الَّذِي كشفت ببعثته الغمى، وَبسطت بِوُجُودِهِ النعمى، صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا يزكو وينمى.
أما بعد: فَإِن من أجل الْعُلُوم معرفَة فنون الحَدِيث النَّبَوِيّ، والتنقيب عَن أسانيده تضعيفا وتصحيحا، وأحوال رُوَاته تعديلا وتجريحا، والمرقاة إِلَى ذَلِك تَمْيِيز الْمُتَّفق مِنْهُم والمفترق، والمؤتلف مِنْهُم والمختلف، ليعرف الْقوي من الضَّعِيف، والنبيل من السخيف.
وَمن أنفس ذَلِك معرفَة ألقابهم، لِأَنَّهَا قد تَأتي فِي سِيَاق الْأَسَانِيد مُجَرّدَة من أسمائهم وَقد لَا يعرفهَا الطَّالِب الحصيف.
1 / 35
وتنقسم الألقاب إِلَى أَسمَاء وكنى، وأنساب إِلَى قبائل وبلدان، ومواطن، وصنائع، وَإِلَى صِفَات فِي الملقب.
وَقد صنف جمَاعَة من الْأَئِمَّة فِي ذَلِك، فوقفت على تصنيف لأبي بكر الشِّيرَازِيّ، و" مُخْتَصره " لأبي الْفضل بن طَاهِر، وَآخر لأبي الْفضل بن الفلكي، وَآخر لأبي الْوَلِيد بن الفرضي مُحدث الأندلس، وَآخر لأبي الْفرج بن الْجَوْزِيّ وَهُوَ أوسعها، فلخصت جَمِيعهَا فِي هَذَا الْمُخْتَصر، وأضفت إِلَيْهَا شَيْئا كثيرا مِمَّن فَاتَ الْمَذْكُورين ذكره مستدركا عَلَيْهِم، وَطَائِفَة كَثِيرَة مِمَّن حدث بعدهمْ، مذيلا عَلَيْهِم.
1 / 36
ووقفت على جُزْء لطيف لِلْحَافِظِ الأوحد أبي مُحَمَّد عبد الْغَنِيّ بن سعيد الْأَزْدِيّ الْمصْرِيّ سَمَّاهُ " أَسبَاب الْأَسْمَاء "، فاستفدت مِنْهُ جملَة.
وَقد رَوَاهُ لنا الشَّيْخ أَبُو الْفرج بن الْغَزِّي بِسَمَاعِهِ لَهُ على يَعْقُوب بن أَحْمد بن يَعْقُوب الصَّابُونِي بِسَمَاعِهِ لَهُ على الْمِقْدَاد ابْن هبة الله الْقَيْسِي، بِسَمَاعِهِ على أبي الْفتُوح نصر بن أبي الْفرج الحصري عَن مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي بن البطي وَغَيره، عَن أبي عبد الله
1 / 37
الْحميدِي سَمَاعا عَن عبد الرَّحِيم بن أَحْمد البُخَارِيّ سَمَاعا عَن مُؤَلفه، وَيَقَع لشَيْخِنَا بِالْإِجَازَةِ عَالِيا عَن أبي النُّون الدبابيسي، عَن أبي الْحسن ابْن المقير عَن ابْن البطي.
ثمَّ وقفت على بَاب فِي الألقاب فِي أثْنَاء كتاب: " الْمُسْتَخْرج " لأبي الْقَاسِم بن مَنْدَه، فتتبعت مَا فِيهِ، فألحقته فِي أماكنه، ونبهت على بعض مَا وَقع لَهُ فِيهِ من وهم، وألحقت أَشْيَاء كَثِيرَة من أَمَاكِن شَتَّى.
1 / 38
ورتبته على ثَلَاثَة أَبْوَاب:
الأول: فِي الألقاب بِأَلْفَاظ الْأَسْمَاء، وألحقت بهَا الصَّنَائِع والحرف كالبقال، وَالصِّفَات كالأعمش.
وَالثَّانِي: فِي الألقاب بِأَلْفَاظ الكنى.
وَالثَّالِث: فِي الألقاب بِأَلْفَاظ الْأَنْسَاب إِلَى الْقَبَائِل والبلدان وَغَيرهَا.
وكل من الْأَبْوَاب مُرَتّب على حُرُوف المعجم، وقدمت فصلا فِي التَّعْرِيف باللقب وَحكمه.
وَالْأَصْل فِي ذَلِك قَوْله ﷾:
﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا يسخر قوم من قوم عَسى أَن يَكُونُوا خيرا مِنْهُم وَلَا نسَاء من نسَاء عَسى أَن يكن خيرا مِنْهُنَّ، وَلَا تلمزوا أَنفسكُم وَلَا تنابزوا بِالْأَلْقَابِ﴾ .
وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك مَا رَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَغَيرهمَا من حَدِيث أبي جبيرَة بن الضَّحَّاك ﵁ قَالَ: (فِينَا نزلت هَذِه الْآيَة فِي بني سَلمَة: [وَلَا تنابزوا بِالْأَلْقَابِ] قدم رَسُول الله ﷺ الْمَدِينَة، وَلَيْسَ منا رجل إِلَّا وَله اسمان أَو ثَلَاثَة، فَكَانَ إِذا دَعَا أحدا مِنْهُم باسم من تِلْكَ الْأَسْمَاء، قَالُوا: إِنَّه يغْضب من هَذَا فَنزلت هَذِه الْآيَة) .
1 / 39
وروى ابْن الْجَارُود فِي " تَفْسِيره " عَن الْحسن أَن أَبَا ذَر كَانَ عِنْد النَّبِي ﷺ، وَبَينه وَبَين رجل مُنَازعَة، فَقَالَ لَهُ أَبُو ذَر ﵁: يَا ابْن الْيَهُودِيَّة، فَقَالَ النَّبِي ﷺ: (مَا ترى أَحْمَر وَلَا أسود أَنْت أفضل مِنْهُ إِلَّا بالتقوى، وَنزلت هَذِه الْآيَة: ﴿وَلَا تنابزوا بِالْأَلْقَابِ﴾) .
وروى عبد الرَّزَّاق فِي " تَفْسِيره " عَن الْحسن نَحوه.
وَعَن قَتَادَة فِي تَفْسِيرهَا: لَا تقل لأخيك الْمُسلم: يَا فَاسق، يَا مُنَافِق.
وَعَن مُجَاهِد فِي تَفْسِيرهَا: لَا تدعوا الرجل بالْكفْر وَهُوَ مُسلم.
1 / 40
وَزعم مقَاتل بن سُلَيْمَان أَن كَعْب بن مَالك كَانَ بَينه وَبَين عبد الله بن أبي حَدْرَد الْأَسْلَمِيّ كَلَام، فَقَالَ لَهُ: يَا أَعْرَابِي، فَقَالَ لَهُ عبد الله: يَا يَهُودِيّ، فَنزلت فيهمَا: " وَلَا تنابزوا بِالْأَلْقَابِ ".
وَرُوِيَ عَن ابْن مَسْعُود فِي تَفْسِيرهَا: كَانَ الرجل يَقُول للرجل وَقد كَانَ يَهُودِيّا فَأسلم: يَا يَهُودِيّ، وَيَقُول للرجل الْمُسلم: يَا فَاسق، فَنزلت هَذِه الْآيَة.
وروى الدَّارَقُطْنِيّ الْأَفْرَاد " من حَدِيث ابْن عمر رَفعه: (بَادرُوا أَوْلَادكُم بالكنى قبل أَن تغلب عَلَيْهِم الألقاب)، وَإِسْنَاده ضَعِيف، وَالصَّحِيح عَن ابْن عمر قَوْله.
1 / 41
وَفِي البُخَارِيّ عَن هِلَال الْوزان: كناني عُرْوَة قبل أَن يُولد لي. فَكَأَنَّهُ لحظ هَذَا.
وروى الدولابي فِي " الكنى " عَن معمر بن حييه.
قَالَ: قَالَ لي أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن: بِمَ تكنى؟ قلت: مَا اكتنيت، وَمَالِي من ولد، فَقَالَ: وَمَا يمنعك من ذَلِك؟ إِنَّا لنكني أَوْلَادنَا فِي الصغر مَخَافَة اللقب أَن يلْحق بِهِ، أَلا أكنيك؟ قلت: بلَى، قَالَ: أَنْت أَبُو مُحَمَّد.
وروى الْحَاكِم من حَدِيث ابْن عمر رَفعه " مَا من رجل رمى رجلا بِكَلِمَة تشينه إِلَّا حَبسه الله يَوْم الْقِيَامَة فِي طِينَة الخبال حَتَّى يخرج مِنْهَا ".
وَهَذَا كُله إِذا كَانَ الملقب يكره اللقب، فَأَما إِن كَانَ يُحِبهُ، وَيُوجب لَهُ الْمَدْح، فَهُوَ جَائِز بِشَرْط الْأَمْن من الإطراء فِي ذَلِك.
وَقد لقب رَسُول الله ﷺ جمَاعَة من أَصْحَابه مِنْهُم: خَالِد بن الْوَلِيد: سيف الله، وَأَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح: أَمِين هَذِه
1 / 42
الْأمة، وَأَبُو بكر: بِالصديقِ، وَعمر: بالفاروق، وَعُثْمَان: بِذِي النورين وَحَمْزَة بأسد الله. وجعفر: بِذِي الجناحين، وسمى قبيلتي الْأَوْس والخزرج: الْأَنْصَار، فغلب عَلَيْهِم، وعَلى حلفائهم.
1 / 43
وَكَانَ الْحسن الْبَصْرِيّ يُسَمِّي مُحَمَّد بن وَاسع: زين الْقُرَّاء.
وسُفْيَان الثَّوْريّ يَدْعُو الْمعَافى بن عمرَان: ياقوتة الْعلمَاء.
وَابْن الْمُبَارك يلقب مُحَمَّد بن يُوسُف الْأَصْبَهَانِيّ عروس الزهاد.
وأشرف من اشْتهر باللقب الْجَمِيل: إِبْرَاهِيم الْخَلِيل، ومُوسَى الكليم وَعِيسَى الْمَسِيح.
1 / 44
(فصل)
من لقب بِمَا يكرههُ لم يجز أَن يدعى بِهِ إِلَّا عِنْد قصد التَّعْرِيف بِهِ، ليتميز من غَيره بِغَيْر قصد ذمّ، قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ: ثَنَا عَبدة بن عبد الرَّحِيم، سَأَلت عبد الله بن الْمُبَارك عَن الرجل يَقُول: حميد الطَّوِيل، وَحميد الْأَعْرَج، فَقَالَ: إِذا أَرَادَ صفته وَلم يرد عَيبه فَلَا بَأْس.
وَقَالَ الْأَثْرَم: سَمِعت أَحْمد سُئِلَ عَن الرجل يعرف بلقبه، قَالَ: إِذا لم يعرف إِلَّا بِهِ جَازَ، ثمَّ قَالَ: الْأَعْمَش إِنَّمَا يعرفهُ النَّاس بِهَذَا، فسهل فِي مثله إِذا اشْتهر بِهِ.
وَسُئِلَ عبد الرَّحْمَن بن مهْدي: هَل فِيهِ غيبَة لأهل الْعلم؟ قَالَ: لَا، وَرُبمَا سَمِعت شُعْبَة يَقُول ليحيى بن سعيد: يَا أَحول، مَا تَقول فِي كَذَا؟ .
1 / 45
قلت: هَذَا لَا يدل على جَوَاز دُعَاء من بِهِ عاهة بذلك وَأحسن أَحْوَال هَذَا أَن يُقَال: لَعَلَّه كَانَ يرى جَوَازه إِذا رَضِي من بِهِ ذَلِك.
وَمَتى لم يكن التَّعْرِيف بِعَين اللقب فَهُوَ أولى بل إِذا أمكن بِغَيْرِهِ وَهُوَ يكره ذَلِك حرم، وسلك الشَّافِعِي فَهُوَ مسلكا حسنا، فَكَانَ يَقُول: أَخْبرنِي إِسْمَاعِيل الَّذِي يُقَال لَهُ: ابْن علية، فَجمع بَين التَّعْرِيف والتبري من التلقيب رَحمَه الله تَعَالَى.
وَهَذَا أَوَان الشُّرُوع فِي سِيَاق هَذِه الْأَبْوَاب، وَلم أقتصر على أَسمَاء الروَاة، بل أضفت إِلَيْهِم من يَأْتِي فِي أثْنَاء الرِّوَايَات، وَالْأَخْبَار، وَإِن لم تكن لَهُ رِوَايَة تكميلا للفائدة، وَالله الْمُسْتَعَان.
1 / 46
(الْبَاب الأول فِي الألقاب بِأَلْفَاظ الْأَسْمَاء يبْدَأ برقم " ١ " وَيَنْتَهِي برقم " ٢٩٥٠ ")
1 / 47
١ -
1 / 1
- حرف الْهمزَة
-
يبْدَأ برقم ١ وَيَنْتَهِي برقم ٢٨٤
1 / 49
- الْبَاب الأول
-
- حرف الْهمزَة
-
بَاب آا
١ - آبي الْخَسْف
وَهُوَ خويلد بن أَسد بن عبد الْعُزَّى بن قصي بن كلاب وَالِد خَدِيجَة زوج النَّبِي ﷺ وَفِيه يَقُول يحيى بن عُرْوَة بن الزبير بن الْعَوام بن خويلد ابْن أَسد
(أَب لي آبى الْخَسْف لَو يعلمونه ... وَفَارِس مَعْرُوف رَئِيس الْكَتَائِب)
مَعْرُوف اسْم فرس
1 / 51
٢ - آبي اللَّحْم
صَحَابِيّ اسْمه عبد الله وَقيل خلف وَقيل الْحُوَيْرِث يكنى أَبَا عبد الله وَقد غلط من ذكره فِي الكنى وظنها أَدَاة كنية كَمَا بيّنت ذَلِك فِي كتابي فِي الصَّحَابَة
٣ - الْآمِر بِأَحْكَام الله
من خلفاء المصريين اسْمه مَنْصُور بن المستعلي بن الْمُسْتَنْصر
٤ - آنِية الْعَسَل وآنية النَّحْل
مُصعب بن الزبير ذكر عبد الْغَنِيّ بن سعيد أَنه لقب بذلك لكرمه
بَاب أَب
٥ - أبه بِفَتْح أَوله وَتَشْديد الْمُوَحدَة
1 / 52
هُوَ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن فيره أَبُو إِسْحَاق الْأَصْبَهَانِيّ الطيان عَن أبي مَسْعُود الرَّازِيّ
٦ - الْأَبَّار
عمر بن حَفْص قديم من طبقَة ابْن عُيَيْنَة
٧ - الْأَبَّار
صَاحب التصانيف مِنْهَا تَكْمِلَة الصِّلَة لِابْنِ بشكوال
هُوَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي بكر الْقُضَاعِي البلنسي مَاتَ
1 / 53
سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
٨ - الْأَبَح
هُوَ حَمَّاد بن يحيى الْبَصْرِيّ
٩ - الْأَبَح
آخر اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الْأَصْبَهَانِيّ الْوَاعِظ مُحدث مَشْهُور مَاتَ سنة ٣٧٧
١٠ - الأبجر
مغن مَشْهُور فِي زمن بني أُميَّة هُوَ عبيد بن الْقَاسِم ابْن مُنَبّه يكنى أَبَا طَالب ذكره صَاحب الأغاني
١١ - أبرجة بتَخْفِيف الْجِيم هُوَ
أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْحَارِث الْأَصْبَهَانِيّ وَيُقَال لَهُ ابْن نائلة وَهِي أمه من شُيُوخ أبي الشَّيْخ
1 / 54
١٢ - أبرجة آخر
اسْمه أَيْضا إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الْأَصْبَهَانِيّ روى عَنهُ ابْنه أَبُو عَليّ
١٣ - الأبرش جمَاعَة مِنْهُم
سَلمَة بن الْفضل صَاحب ابْن إِسْحَاق
١٤ - وَآخر مُحَمَّد بن حَرْب صَاحب الزبيدِيّ شَامي
١٥ - وَأحمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن حَكِيم الْأَصْبَهَانِيّ يكنى أَبَا عَمْرو ويلقب ممك مَاتَ سنة ٣٣٣ هـ
١٦ - الأبرش
جذيمة ملك الْحيرَة جاهلي
1 / 55