Нузхат Абсар
نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار
Издатель
دار العباد
Место издания
بيروت
Жанры
ولولاك لم تثقب زناد قريحتي ... فينتهب الظلماء من نارها سقط
ولا الفت أيدي الربيع بدائعي ... فمن خاطري نثر ومن روضه لقط
هرمت ما للشيب وخط بمفرقي ... ولكن لشيب الهم في كبدي وخط
وطاول سوء الحال نفسي فاذكرت ... من الروضة الغناء طاولها القحط
مئون من الأيام خمس قطعتها ... اسيرًا وان لم يبد شد ولا ربط
أتت بي كما ميص الإناء من الأذى ... واذهب مابالثوب من دون مسط
أتدنو قطوف الجنتين لمعشر ... وغايتي السدر القليل أو الخمط
وما كان ظني أن تغرني المنى ... وللغر في العشواء من ظنه خبط
أما وأرتني النجم موطئ أخمصي ... لقد أوطأت خدي لا خمص من يخطو
ومستبطئ العتبي إذا قلت قد أنى ... رضاه تمادى العتب واتصل السخط
وما زال يدنيني وينأى قبوله ... هوى سرى منه وصاغية فرط
ونظم ثنائي في نظام ولائه ... تحلت به الدنيا لآلئه وسط
على خصرها منه وشاح مفصل ... وفي رأسها تاج وفي جيدها سمط
عدا سمعه عني وأصغى إلى عدى ... لهم في أديمي كلما استمكنوا عط
بلغت المدى إذا قصروا فقلوبهم ... مكامن أضغان اساودها رقط
يولونني عرض الكراهة والقلى ... وما دهرهم إلا النفاسه والغبط
ولما انتخوني بالتي لست أهلها ... ولم يمن أمثالي بأمثالها قط
فررت فإن قالوا الفرار أرابة ... فقد فر موسى حين هم به القبط
واني لراج أن تعود كبدئها ... لي الشيمة الزهراء والخلق السبط
وحلم امرئ تعفى الذنوب لعفوه ... وتمحى الخطايا مثل ما محي الخط
فمالك لا تختصني بشفاعة ... يلوح على دهري لميسمها علط
يفي بنسيم العنبر الورد نفحها ... إذا شعشع المسك الأحم به خلط
فإن يسعف المولى فنعمى هنيئة ... تنفس عن نفس ألظبها ضغط
وان يأب الاقبض مبسوط فضله ... ففي يدمولى فوقه القبض والبسط
ولم يزل يروم دنو ولادة، ويتعذر عليه، فلما يئس من لقائها كتب إليها يستديم عهدها، ويعتذر من فراقها بالخطب الذي غشيه، ويعلمها انه ما سلا عنها وهي قصيدة ضربت في الإبداع بسهم. وطلعت في كل خاطر ووهم، ونزعت منزعًا قصر عنه حبيب وابن الجهم أولها:
أضحى التنائي بديلا من تدانينا ... وناب عن طيب لقيانا تجافينا
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا ... شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا ... يقضي علينا الاسى لولا تأسينا
حالت لفقدكم أيامنا فغدت ... سودًا وكانت بكم بيضًا ليالينا
إذا جانب العيش طلق من تألفنا ... ومربع اللهو صاف من تصافينا
واذ هصرنا غصون الانس دانية ... قطوفها فجنينا منه ماشينا
ليسق عهدكم عهد السرور فما ... كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
من مبلغ ملبسينا بانتزاحهم ... حزنًا مع الدهر لا يبلى ويبلينا
أن الزمان الذي ما زال يضحكنا ... أنسًا بقربكم قد عاد يبكينا
ما حقنا أن تقروا عين ذي حسد ... بنا ولا تسروا كاشحا فينا
غيظ العدى من تساقينا الهوى فدعوا ... بأن نغص فقال الدهر آمينا
فانحل ما كان معقودًا بأنفسنا ... وانبت ما كان موصولا بأيدينا
وقد نكون وما يخشى تفرقنا ... فاليوم نحن وما يرجى تلاقينا
لم نعتقد بعدكم إلا الوفاء لكم ... رأيًا ولم نتقلد غيره دينا
لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا ... أن طالما غير النأي المحبينا
والله ما طلبت أهواؤنا بدلًا ... منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا
ولا استفدنا خليلًا عنك يشغلنا ... ولا اتخذنا بديلًا منك ينسينا
يا ساري البرق غاد القصر فاسق به ... من كان صرف الهوى والود يسقينا
ويا نسيم الصبا بلغ تحيتنا ... من لو على البعد حيا كان يحيينا
يا روضة طالما أجنت لواحظنا ... وردًا جلاه الصبا غضًا ونسرينا
ويا حياة تملينا بزهرتها ... منا ضروبًا ولذات أفانينا
ويا نعيمًا خطرنا من غضارته ... في وشي نعمى سحبنا زيله حينا
لسنا نسميك اجلالا وتكرمة ... وقدرك المعتلي عن ذاك يغنينا
1 / 116