Рождение, рост и совершенствование арабского языка
نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها
Жанры
الخامسة:
أن كثيرا من الألفاظ العربية الغريبة المدونة مات ناقلوها ولم يشرحوها فبقيت مجهولة، لا يعرف من معناها أو من معانيها شيء البتة.
هذا ولا يسعنا هنا أن نوفي هذا البحث حقه، في مثل هذه الرسالة الوضيعة؛ إذ يتطلب وضع مجلد ضخم للقيام به، إن حاولنا التبسط فيه تبسطا يشفي الغليل؛ فلذا نكتفي بهذه الإشارة العامة وببعض الأمثلة للوفاء ببعض ما توخيناه في هذا الموضوع، فمن ذلك: (1)
إقليدس:
قال صاحب نثار الأزهار وهو الشيخ الإمام أبو الفضل جمال الدين صاحب لسان العرب في ص102 من طبعة الجوائب في الأستانة: «وإقليدس وهو اسمها (أي الشمس) باليونانية وقد تكلموا به (أي العرب).»
قلنا إن المعروف والمشهور على الألسنة أن إقليدس أو أوقليدس على ما يكتبها ويضبطها المجد في قاموسه؛ إذ يقول: «بالضم وزيادة واو: اسم رجل وضع كتابا في هذا العلم المعروف، وقول ابن عباد: إقليدس: اسم كتاب، غلط.» ا.ه.
قلنا ولم يعين الفيروزآبادي العلم الذي يشير إليه؛ إنما الشارح قال: «أي الهيئة والهندسة والحساب.» ا.ه.
فكم من غلط في كلمة واحدة أو قل في كلمتين اثنتين لا غير! وأول كل شيء أن الكلمة اليونانية الأولى التي يقول عليها ابن مكرم: إنها تعني الشمس هي غير معروفة في لغة بني يونان، فمن أين أتى بها؟ إننا ما كنا لنهتدي إليها، لو لم يصرح لنا بمعناها أي الشمس، فالشمس بلغة الهلنيين: «إيليوس أو هليوس أي
Hλίoς HELIOS » فأين هذه من تلك؟ إن الفرق لعظيم! وهل يتمكن اليونانيون أن يفهموا معنى «إقليدس» وأنه النير الأعظم؟ فهذا من حاق التصحيف الذي يتيه لدى تحقيقه طالب الصحة وناشدها، مع أن الناطق به من أعظم اللغويين قدرا ومنزلة! زد على ذلك أنه لم يذكر اللفظة في معجمه الضخم ولا غيره من أرباب المعاجم، فأين يطلبها الباحث، والإمام يقول: «وقد تكلموا به؟»
لنأت الآن إلى أوقليدس أو إقليدس الثانية ، وأول كل شيء أن إقليدس اسم مهندس يوناني طوى أيامه بين سنة 306 و283 قبل المسيح، وكان يعلم في الإسكندرية في عهد بطليموس الأول، وهو الذي وضع كتابه في الهندسة وسماه «الأصول»، فقول الشارح: إنه في الهيئة والهندسة والحساب صحيح من بعض الأوجه لا من جميعها؛ أي إنه صحيح إذا أدخلنا في الهيئة بعض أصول الهندسة لقياس أبعاد الكواكب أو ما أشبه هذا الأمر، وإلا فالكتاب في الهندسة ليس إلا. (2)
Неизвестная страница