Рождение, рост и совершенствование арабского языка
نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها
Жанры
وجاء في لسان العرب في مادة «ج د ل»: «قال شمر: ما رأيت تصحيفا أشبه بالصواب مما قرأ مالك بن سليمان عن مجاهد في تفسير قوله تعالى:
قل كل يعمل على شاكلته
فصحف، فقال: «على حد يليه»؛ وإنما هو «على جديلته» أي على ناحيته.»
وأمثال ذلك لا تحصى.
اجتماع التصحيف والتحريف والقلب والإبدال معا في الكلمة الواحدة
يظهر ذلك من الفصول المتقدمة، إذا ما أمعن فيها النظر من يحب استقراء هذا البحث، ونزيد ما يأتي على ما تقدم:
قال السيد مرتضى في تاجه في مادة «م ع ش»: «أمغيشا ... وكانت البس عينا مالحة.» والصواب: «وكانت أليس (وزان قبيط) من مسالحها.» فقرأ: «أليس»: «البس» و«من»: «عين» ثم أعمل الفكرة فيما عسى أن تكون «عين» هنا، ولا سيما لأنها وقعت موقع مفعول به، فاستحسن أن يقرأها منصوبة ليستقيم لها معنى، فقرأها عينا، ثم قال في نفسه: إن العين تكون إما عذبة، وإما مالحة، ولا بد أن تكون هنا مالحة؛ لأن صورة الكلمة لا تجيز لي أن أقرأها «عذبة»، والفرق بينهما عظيم فقال: إنها «مالحة» وقد صحفت على الناسخ، فأصبحت: «وكانت البس عينا مالحة»، ولذلك معنى مأنوس؛ لكن أين هذا المعنى من المقصود التعبير عنه في الجملة المصحفة المحرفة المقلوبة المبدلة.
وورد في القاموس في مادة «ب ر ق ش»: «أبو براقش: طائر صغير بري كالقنفذ.» فلا جرم أن في قوله: «كالقنفذ» خطأ ظاهر، والصواب: «كالقنبر»؛ لأن القنفذ ليس طائرا حتى يشبه طائر به (وراجع مقالة طويلة في أبي براقش في المقتطف 39 : 488).
وهذا الفصل حافل بالعجائب والغرائب والمعايب والشوائب، وكنا نود أن يتسع لنا الوقت والمقام لنذكر ما جاء منها في هذا الصدد.
فمن هذه المدهشات ما جاء في القاموس في مادة «ع س د». قال: «عسد يعسد: سار.» فانتقده السيد الزبيدي بقوله: «هكذا في سائر النسخ، وهو تصحيف قبيح وقع فيه، وذلك أن ابن دريد قال في الجمهرة: والعسد أيضا: الببر فصحفه المصنف بالسير، ثم اشتق منه فعلا، فقال : عسد يعسد: إذا سار، ولم أر لأحد من أئمة اللغة ذكر العسد بمعنى السير؛ وإنما هو الببر.» ا.ه.
Неизвестная страница