Рождение, рост и совершенствование арабского языка

Анастас Кармали d. 1366 AH
130

Рождение, рост и совершенствование арабского языка

نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها

Жанры

بل أغرب من هذا وذاك ما ورد إلينا من نظم آدم أبي البشر، ولا جرم أن أهل النقد لا يلتفتون إلى هذه الأقوال، ويعدونها ملفقة من أولها إلى آخرها، إلا أنه يؤخذ منها أن لغة الضاد قديمة، يشهد على ذلك «سفر أيوب»، فإن كثيرين من العلماء يذهبون إلى أن صاحبه وضعه بلغته العربية؛ إذ فيه عبارات وتشبيهات ومجازات واستعارات لا تعرف إلا في العربية، فلا شك أنه نقل من اللغة العربية إلى العبرية وبقيت في النقل أصول اللغة ومبانيها وصيغها على أصلها، أو يكاد.

ولا يزال مثل هذا الكلام الغريب الذي لا يعرف معناه اليوم أحد مجهولا لا يهتدي إليه أوسع اللغويين وقوفا على العربية، ويسمى مثل هذا الكلام «العقمي» أو «العقبي». قال ابن مكرم في «ع ق م»: «كلام عقمي: قديم قد درس. عن ثعلب، والعقمي من الكلام: غريب الغريب، والعقمي: كلام عقيم لا يشتق منه فعل، ويقال: إنه كعالم بعقمي الكلام، وعقبي الكلام، وهو غامض الكلام الذي لا يعرفه الناس، وهو مثل النوادر، وقال أبو عمرو: سألت رجلا من هذيل عن حرف غريب، فقال: هذا كلام عقمي؛ يعني أنه من كلام الجاهلية لا يعرف اليوم، وقيل: عقمي الكلام؛ أي قديم الكلام، وكلام عقمي وعقمي (أي بضم الأول وكسره) أي غامض.» ا.ه.

فعقمي الكلام ناشئ من قراع الكلم بعضها لبعض، ولولا هذا القراع لما مات بعضها وعاش البعض الآخر، وهو هذا الواصل إلينا، أما المنقرض فلا يعلمه إلا الله، ولعله أكثر مما وصل إلينا منه.

أمثلة من الألفاظ المماتة أو البائدة

بينا أن ألفاظا جمة، لا يعرف عددها إلا الله، ماتت من هذه اللغة لعدم تدوينها، أو لموت المتكلمين بها، أو لأنها لم تناسب البيئة التي تغيرت بتغير الأحوال والمعيشة، على أن هناك شيئا يدل على بعض تلك المنقرضات، ونحن نذكر هنا ما نظنه زال واضمحل، وأبقى له أثرا ضئيلا؛ مثال ذلك: (1)

فدع: قال في القاموس: «الفدع، محركة: اعوجاج الرسغ من اليد أو الرجل، حتى ينقلب الكف أو القدم إلى إنسيها، أو هو المشي على ظهر القدم، أو ارتفاع أخمص القدم، حتى لو وطئ الأفدع عصفورا ما آذاه، أو هو عوج في المفاصل، كأنها قد زالت عن مواضعها، وأكثر ما يكون في الأرساغ خلقة، أو زيغ بين القدم وبين عظم الساق، ومنه حديث ابن عمر: «أن يهود خيبر دفعوه من بيت، ففدعت قدمه.» وفي البعير أن تراه يطأ على أم قردانه، فيشخص صدر خفه. جمل أفدع، وناقة فدعاء ، والتفديع: أن تجعله أفدع.» ا.ه.

والمعهود في الأفعال الدالة على عيب أو مرض أن تجيء على صيغة المجهول، أو على وزن فرح وتشتق من أسماء الأعضاء نفسها، كقلب البعير - على المجهول - أصابه القلاب فهو مقلوب، والقلاب: داء للبعير يشتكي منه قلبه، يميته من يومه.

وكبد فلان - على المجهول - شكا كبده فهو مكبود.

وفئد فلان - على المجهول - فأدا، وفئد كفرح فأدا بالتحريك: شكا فؤاده أو وجع فؤاده، وأشباه ذلك كثيرة لا تخفى على الباحث.

وعليه يكون اشتقاق «فدع» من كلمة تدل على الرجل، أو القدم، وهي «الفدع» بضم الفاء أو كسرها، وهي موجودة في لغات كثيرة، بإسقاط حرف الحلق منها، فهي باللاتينية

Неизвестная страница