238

Нур

النور لعثمان الأصم

Жанры

وبادية الضلالة والردى: هي ضد ما وصفنا، من بداية الهداية. ولهذا شرح طويل، لو استقصينا عليه. والمريد قد يكفيه هذا ودونه، لمن أراد الله له الهداية؛ لأن هذه النكتة التي نكتناها، في هذا الباب، تكفي عن كتب كثيرة، من كتب الواعظين.

والحمد لله رب العالمين.

وصلى الله على رسوله سيدنا محمد وآله. وسلم تسليما كثيرا. ولا حول ولا قوة إلا بالله العي العظيم.

فصل

قيل: إن الليل والنهار والماء والنار والرياح كلها أجسام ميتة. وتحركها القدرة.

ولهب النار.

قال بعض: إنه جسم. والريح من ابن آدم: عرض. والرماد جسم.

والسحاب والنجوم والشمس والقمر والسماء والأرض: أجسام. وهي مسخرة.

والبرق والنجاسات: أجسام. والهواء جسم.

قيل لأبي الحسن: مم هو؟

قال: لا أدري.

والعلم: علمان. والعقل: عقلان. وكلاهما عرض.

والظل وظلام الليل وضوء النهار، والحركات في الإنسان. والسحر والمرض والفعل والقوة والضعف والنوم والخدمة والأعمال، كلها أعراض. وكل ما كان من أحداث الدهر، فهو عرض: مثل الموت والأمراض، وما أشبه ذلك.

وأجمعوا أن الشهوة مخلوقة وهي عرض.

عن سلمان الداري قال: لطف الله بعباده، أن قصر لهم كنه معرفته، حتى لا تتكدر عليهم نعماؤه.

وذلك أنه لو لم ينزل عليهم في صفته إلا آية واحدة، ويجعلها جملة لهم كافية. وهي قوله تعالى: { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } وأنزل في صفته ألف سورة بسورة البقرة. وجعل لهم أن لا يسعهم إلا حفظها، وإلا كفروا بدون ذلك، لهلكوا إلا أن يشاء الله منهم إن شاء نجاه آخر. ولتكدرت عليهم الحياة، كما قال فلما كان في كل ذلك لا يبلغون إلى كنه معرفته، وكان في الاختصار كذلك أيضا. فآل كله إلى معنى واحد، كان التخفيف على العباد في الحكمة، أولى من التكليف، فيما لا يطاق. وبالله التوفيق. وهو حسبنا، ونعم الوكيل، نعم المولى، ونعم النصير.

وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد النبي، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

*************

Страница 238