154

Нур

النور لعثمان الأصم

Жанры

وذلك أن الرقيق القلب ربما حمل نفسه، على قتل من يرق له قلبه. وإنما توهم قوم، أن الرحمة هي رقة القلب. وسموا من كان رقيق القلب رحيما، لكثرة ما توجد الرحمة، من رقيق القلب، كما سمى قوم الشهوة محبة، لكثرة ما توجد المحبة، مع الشهوة. والشهوة في الحقيقة، خلاف المحبة. وبالله التوفيق.

الباب الثالث والثمانون

في ذكر اسمه - عز وجل - : الرب

الرب: ينقسم على ثلاثة أقسام:

يكون الرب: المالك، رب العباد.

ويكون الرب: السيد، كقوله تعالى: { يسقى ربه خمرا } أي سيده.

والرب: المصلح.

والمربوب: المصلح. قال الفرزدق:

... كانوا كسائلة حمقاء إذ حقبت ... ... سلاءها في أديم غير مربوب

أي مصلح.

والعرب تسمي السيد: ربا. قال الحارث بن حلزة:

... وهو الرب والشهيد على يوم ... ... الحوازين والبلاء بلاء

والرب: المالك.

قال الشاعر:

وأنت امرؤ أفضت إليك أمانتي ... وقبلك ربتني فضعت ربوب.

يعني ملكني مملوك.

مسألة:

ولا يقال للمخلوق: هذا الرب، معرفا بالألف واللام. كما يقال لله - عز وجل - . إنما يقال بالإضافة: رب الدار، ورب البيت، لأنه لا يملك غير ذلك.

فإن قيل: الرب معرفا بالألف واللام، دل ذلك على العموم. واستغنوا به عن الإضافة؛ لأنه - عز وجل - ، رب كل شيء ومالكه. فلا يضاف إلى شيء خاص لا به، فيخص به دون غيره.

وأما المخلوق، فيضاف إلى شيء خاص به؛ لأنه لا يملك غيره. فيقال: رب الدار. ورب القوم، أي سيدهم. والإنسان لا يكون ربا على الحقيقة كما يكون مالكا على الحقيقة. وجائز أن يقال لله: رب الأرباب؛ لأن الرب هو المالك. وهاهنا أرباب ما لكون على الحقيقة: والله مالك لهذه الأرباب. ويقال: لم يزل الله ربا للأشياء، على أنه مالك للأشياء.

قال الشيخ أبو الحسن البسياني: يقال: لم يزل ربا؛ لأنه لم يزل قادرا، ومالكا لما يقدر عليه. والبارئ عز وجل رب على الحقيقة، كما كان مالكا على الحقيقة. وبالله التوفيق.

الباب الرابع والثمانون والمائة

Страница 154