136

Свет уверенности в биографии господина посланников

نور اليقين في سيرة سيد المرسلين

Издатель

دار الفيحاء

Номер издания

الثانية

Год публикации

1425 AH

Место издания

دمشق

الذين ساعدوا قريشا على حرب المسلمين في أحد يجمع الجموع لحربه، فخرج له ﵊ في جمع كثير، وولّى على المدينة زيد بن حارثة، وخرج معه من نسائه عائشة وأم سلمة، وخرج معه ناس من المنافقين لم يخرجوا قط في غزوة قبلها يرجون أن يصيبوا من عرض الدنيا، وفي أثناء مسيره ﵊ التقى بعين بني المصطلق، فسأله عن أحوال العدو فلم يجب فأمر بقتله. ولما بلغ الحارث رئيس الجيش مجيء المسلمين لحربه، وأنهم قتلوا جاسوسه خاف هو وجيشه خوفا شديدا حتى تفرّق عنه بعضهم، ولما وصل المسلمون إلى المريسيع «١» تصافّ الفريقان للقتال، بعد أن عرض عليهم الإسلام فلم يقبلوا، فتراموا بالنبل ساعة، ثم حمل المسلمون عليهم حملة رجل واحد، فلم يتركوا لرجل من عدوهم مجالا للهرب، بل قتلوا عشرة منهم وأسروا باقيهم مع النساء والذّرية واستاقوا الإبل والشياه، وكانت الإبل ألفي بعير، والشياه خمسة الاف استعمل الرسول على ضبطها مولاه شقران «٢»، وعلى الأسرى بريدة «٣» . وكان في نساء المشركين برّة بنت الحارث «٤» سيد القوم، وقد أخذ من قومها مئتا بنت أسرى وزّعت على المسلمين، وهنا يظهر حسن السياسة، ومنتهى الكرم، فإن بني المصطلق من أعزّ العرب دارا، فأسر نسائهم بهذه الحال صعب جدا، فأراد ﵊ أن يجعل المسلمين يمنّون على النساء بالحرية من تلقاء أنفسهم، فتزوّج برة بنت الحارث التي سمّاها جويرية، فقال المسلمون: أصهار رسول الله ﷺ لا ينبغي أسرهم في أيدينا، فمنّوا عليهم بالعتق، فكانت جويرية أيمن امرأة على قومها «٥» كما قالت عائشة رضى الله عنها، وتسبّب عن هذا الكرم العظيم،

(١) ماء لخزاعة على يوم من الفرع (المؤلف) . (٢) كان شقران عبدا حبشيا لعبد الرحمن بن عوف، فوهبه لرسول الله ﷺ، وكان فيمن حضر غسل رسول الله ﷺ عند موته، وشهد بدرا وهو عبد فلم يسهم له، وقد نزل في قبر الرسول ﷺ، وكان شقران قد أخذ قطيفة كان النبي ﷺ يلبسها فدفنها في قبره. ويقال كانت له دار بالبصرة. (٣) يكنى أبا عبد الله: أسلم قبل بدر ولم يشهدها، وشهد الحديبية، فكان ممن بايع الرضوان، وقد تعلم شيئا من القران، ثم قدم على رسول الله ﷺ بعد أحد فشهد معه مشاهده، وكان من ساكني المدينة ثم تحول إلى البصرة، ثم خرج منها إلى خراسان غازيا فمات بمرو في إمرة يزيد بن معاوية. (٤) زوج النبي ﷺ، وكانت قبله تحت مسامع بن صفوان المصطلقي، كان اسمها برة فغير رسول الله ﷺ اسمها وسماها جويرية، حفظت عن رسول الله ﷺ وروت عنه، وتوفيت في ربيع الأول سنة ست وخمسين من الهجرة. (٥) أقبل أبوها الحارث بن أبي ضرار بفداء ابنته، فلما بلغ العقيق نظر إلى الإبل فرغب في بعيرين منها،

1 / 138