﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ (١) فإنَّهُ أقلُّ لفظًا، وأجمعُ معنى مِنْ قولهم: القتلُ أنفى للقتلِ (٢)، ورُويَ عنْ علي بن أبي طالبٍ ﵁، قالَ: «خيرُ الكلامِ، ما قلَّ ودَلَّ، ولم يَطُلْ فَيُمَلَّ»». انتهى.
وكلامهُ (٣) كلهُ راجعٌ إلى المعنى الأولِ مما دارت عليه المادة، وهو الثالث في كلام شيخنا (٤).
قولهُ: (عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ المسنديُّ) (٥) هو ابنُ محمد بنِ عبدِ اللهِ بن جعفرَ ابنِ اليمانِ بنِ الأخنسِ أبو جعفرَ الجعفيُّ؛ نُسبَ إلى ذَلِكَ؛ لجمعهِ الحديثَ المسندَ، والإمعانِ في تتبعهِ، فإنَّهُ كانَ في وقتِ الطلبِ يتتبعُ المسانيدَ، ولا يرغبُ في المقاطيعِ والمراسيلِ (٦)، وقال الحاكمُ: «إنّهُ أولُ منْ جمعَ مسندَ الصحابةِ على التراجمِ بما وراءَ النهرِ» (٧). واليمانُ في نسبهِ هوَ الذي أسلمَ على يدهِ المغيرةُ بنُ بردزبه جدُّ الإمامِ البخاريِّ، وبردزبه: هو الزراعُ بالفارسيةِ.
_________
= عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عمر بن الخطاب ﵁ بلفظ: «إنما بعثت فاتحًا، وخاتمًا، وأعطيت جوامع الكلم، وفواتحه، واختصر لي الحديث اختصارًا، فلا يهلكنكم المهوكون». وفيه قصة.
وأخرجه: البيهقي في " شعب الإيمان " (١٤٣٦) من طريق الأحنف بن قيس، والمقدسي في المختارة (١١٥) من طريق خالد بن عرفطة؛ كلاهما عن عمر بن الخطاب ﵁، بنحوه.
(١) البقرة: ١٧٩.
(٢) انظر في ذلك: البحر المحيط ٢/ ١٨ - ١٩.
(٣) كتب ناسخ (أ) موضحًا: «أي ابن الصباغ».
(٤) من قوله: «مما دارت» إلى هنا لم يرد في (أ) و(ك).
(٥) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ١٠٠.
(٦) انظر: تهذيب الكمال ٤/ ٢٧٠ (٣٥٢٤).
(٧) نقله ابن رجب في شرح علل الترمذي ١/ ٣٤٤، والحافظ ابن حجر في التقريب (٣٥٨٥).
1 / 70