يذكر ذَلِكَ قبلَ الحمدِ.
روى الطبراني (١)، وأبو نعيمٍ في "الحليةِ " (٢)، عن معاذٍ ﵁: أنَّ النّبيَّ ﷺ أرسلَ إليهِ يُعزيهِ بابنهِ: مِنْ محمدٍ رسولِ اللهِ إلى معاذِ بن جبلٍ، سلامٌ عليكَ، فإني أحمدُ إليكَ اللهَ ... الحديثَ.
وفي "الصحيحينِ" (٣) حديثُ ابنِ عباسٍ ﵄: «منْ محمدٍ رسولِ اللهِ إلى هرقلَ عظيمِ الرومِ، سلامٌ على منِ اتبعَ الهدى». (٤)
فكان التعريفُ بالمرسلِ والمرسلِ إليهِ قائمٌ مقامَ ما لو دفعَ المرسِلُ الكتابَ إلى المرسَلِ إليهِ مِنْ يدهِ، وقالَ لهُ: هذا كتابي إليكَ، فاقرأهُ، فكما لا يكونُ قولهُ لذلكَ مخلًا بالابتداءِ بالحمدِ، كذلكَ لا تكونُ كتابتهُ في أولِ الكتابِ مخلةً، على أنَّ التسميةَ مِنْ أفرادِ الحمدِ؛ فإنّهُ الثناءُ بالجميلِ، وقد ابتدأ بها قبلَ ذَلِكَ، ولو لمْ يكن كذلكَ كانَ قولهُ: «ربهُ المقتدرِ» حمدًا لما تقدمَ (٥).
_________
(١) معجم الطبراني ٢٠/ ١٢٩ (٣٢٤)، وهو حديث موضوع لايصح فإن في سنده مجاشع بن عمرو كذاب (الميزان ٣/ ٤٣٦)، ومن أوهام الحاكم في المستدرك ٣/ ٢٧٣ أنه قال:
«غريب حسن، إلا أن مجاشع بن عمرو ليس مِنْ شرط هذا الكتاب» فتعقبه الذهبي بقوله: «ذا من وضع مجاشع».
(٢) حلية الأولياء ١/ ٢٤٣ وقال عقبه: «كل هذه الروايات ضعيفة لا تثبت، فإن وفاة ابن معاذ كانت بعد وفاة النبي ﷺ بسنتين، وإنما كتب إليه بعض الصحابة فوهم الراوي، فنسبها للنبي ﷺ».
(٣) صحيح البخاري ١/ ٥ (٧) و١/ ٢٠ (٥١) و٣/ ٢٣٦ (٢٨١) و٤/ ٢٢ (٢٨٠٤) و٤/ ٥٤ (٢٩٤٠) و٤/ ١٢٣ (٣١٧٤) و٤/ ٦٦ (٢٩٧٨) و٩/ ٩٤ (٧١٩٦)، وصحيح مسلم ٥/ ١٦٣ (١٧٧٣) (٧٤).
(٤) من قوله: «روى الطبراني ...» إلى هنا لم يرد في (ك).
(٥) من قوله: «على أن التسمية ....» إلى هنا لم يرد في (ك)، وورد عوضًا عنه عبارة:
«والله أعلم».
1 / 58