============================================================
التكت والفوالد على شرح القاند -ورد على التفتازاني قوله : ولا نشهد بالجنة والنار لأحد بعينه ، قال: "ليس كما قال، بل تشهد بالجنة لغير من ذكر من الصحابة بأعيانهم وردت فيهم أحاديث صحيحة كعبد الله بن عمرو بن حرام وغيره ممن استشهد بأحد وهم سبعون، ونزلت فيهم: ولا تحسين ألذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أخياه عند رزهة يرزقون}(1)، وكذا أهل بثر معونة الذين يسمون القراء ، وهم أيضا سبعون رجلا، وكذا جعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة وأمثاهم من الصحابة - رضى الله تعالى عنهم وعنا بهم وحشرنا معهم- منهم في الصحيح : عبد الله بن سلام، وثابت بن قيس ابن شماس، وجعفر بن أي طالب الطيار سابق ذكره وسعد بن معاذ، وخديجة، وعكاشة، وأهل بثر معونة، وإبراهيم ابن النبي- - أن له مرضعا في الجنة ، والغلام اليهودي الذي كان يخدم النبي - فأسلم عند موته فقال : الحمد لله الذي أنقذه بي من النار2، وعائشة - رضي الله تعالى عنها-، وحارثة بن الربيع الأنصاري ، وأبو عامر الأشعري ، وأبو موسى الأشعري ، وامرأة كانت تصرع وتكشف، والرميصاء امرأة أبي طلحة، وبلال، وعمير بن الحمام، وعبد أسود (2)، وأمضى صفحات كثيرة يذكر الشهادة بالجنة لكل واحد منهم وفق الأحاديث الصحيحة.
-واتهم التفتازاني بالمغالطة في قوله : وقد أجمعوا على أن الحق فيما يثبت بالنص واحد لا غير، قال البقاعي : هذه مغالطة، فإن النص الثاني غير الأول، فهما من باب المشترك لا من باب المتواطيع ، فإن المراد بالأول ما يقابل القياس، وأما الثاني - وهو الذي أجمعوا على وحدة الحق فيما ثبت به - فالمراد به ما لا يقبل التأويل فلا يتتج القياس حينثذ لعدم تكرر الوسط فصار قولنا: كل ما ثبت بالقياس ثبت النص، وكل ما ثبت بالنص فالحق فيه واحد، فكل ما ثبت بالقياس فالحق فيه واحد، مثل قولنا : لشكل إنسان منقوش على جدار : هذا إنسان، وكل إنسان ناطق، فكما أنه لا ينتج : هذا ناطق لعدم تكرر الحد الأوسط فكذا ذاك لا ينتج : كل ما ثبت بالقياس فالحق فيه واحد(3).
قال التفتازاني : إنه لا تفرقة في العمومات الواردة في شريعة نبينا - - بين الأشخاص، قال البقاعي : أما من جهة إصابة الحق في نفس الأمر فلا ، وأما من جهة سقوط الحرج فنعم، فإن الحكم إذا كان مرددا بين الوجوب والندب مثلا وأدى اجتهاد بعض المجتهدين إلى (1) سورة آل عمران : من الآية 169 .
(2) نظر ص: 730 - 729.
(3) ينظر ص: 784-785.
Страница 112