318

Нукат ва Уюн

النكت والعيون

Редактор

السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم

Издатель

دار الكتب العلمية

Место издания

بيروت / لبنان

الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون﴾ قوله تعالى: ﴿أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ﴾ وهي البستان. ﴿مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ﴾ لأنه من أنفس ما يكون فيها. ﴿تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأْنْهَارُ﴾ لأن أنفسها ما كان ماؤها جاريًا. ﴿وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ﴾ لأن الكِبَر قد يُنسِي من سعى الشباب في كسبه، فكان أضعف أملًا وأعظم حسرة. ﴿وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَآءُ﴾ لأنه على الضعفاء أحَنّ، وإشفاقه عليهم أكثر. ﴿فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ﴾ وفي الإعصار قولان: أحدهما: أنه السَّمُوم الذي يقتل، حكاه السدي. والثاني: الإعصار ريح تهب من الأرض إلى السماء كالعمود تسميها العامة الزوبعة، قال الشاعر:
(... ... ... ... ... ... ... ... إن كنت ريحًا فقد لاقيت إعصارًا)
وإنما قيل لها إعصار لأنها تَلْتَفُّ كالتفاف الثوب المعصور. ﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآْيَاتِ﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: يوضح لكم الدلائل. والثاني: يضرب لكم الأمثال. ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: تعتبرون، لأن المفكر معتبر. والثاني: تهتدون، لأن الهداية التَّفَكُّر. واختلفوا في هذا المثل الذي ضربه الله في الحسرة لسلب النعمة، من المقصود به؟ على ثلاثة أقاويل:

1 / 341