Нукат ва Уюн

аль-Маварди d. 450 AH
127

Нукат ва Уюн

النكت والعيون

Исследователь

السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم

Издатель

دار الكتب العلمية

Место издания

بيروت / لبنان

والثاني: أنَّ الأُمّيين: قوم لم يصدقوا رسولًا أرسله الله، ولا كتابًا أنزله الله، وكتبوا كتابًا بأيديهم، وقال الجهال لقومهم: هذا من عند الله، وهذا قول ابن عباس. وفي تسمية الذي لا يكتب بالأمي قولان: أحدها: أنه مأخوذ من الأمة، أي على أصل ما عليه الأمّة، لأنه باق على خلقته من أنه لا يكتب، ومنه قول الأعشى: (وإنّ معاويةَ الأكرمين ... حسانُ الوجوه طوال الأمَمْ) والثاني: أنه مأخوذ من الأُم، وفي أخذه من الأُم تأويلان: أحدهما: أنه مأخوذ منها، لأنه على ما ولدته أُمُّهُ من أنه لا يكتب. والثاني: أنه نُسِبَ إلى أُمّهِ، لأن الكتاب في الرجال دون النساء، فنسب من لا يكتب من الرجال إلى أمه، لجهلها بالكتاب دونه أبيه. وفي قوله تعالى: ﴿لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ﴾ أربعة تأويلات: أحدها: إِلاَّ أَمَانِيَّ: يعني: إلا كذبًا، قاله ابن عباس ومجاهد، قال الشاعر: (ولكنما ذاك الذي كان منكما ... أمانّي ما لاقت سماء ولا أرضا) والثاني: إِلاَّ أَمَانِيَّ، يعني، أنهم يَتَمَنَّونَ على الله ما ليس لهم، قاله قتادة. والثالث: إِلاَّ أَمَانِيَّ، يعني [إلا أماني يعني إلا تلاوة من غير فهم قاله الفراء والكسائي ومنه قوله تعالى: ﴿إلاَّ إذَا تَمَنَّى ألْقَى الشيْطَانُ في أمنيِّتِه﴾ [سورة الحج: ٥٢] يعني ألقى الشيطانُ في أُمنيِّتِه، وقال كعب بن مالك: (تمنّى كتاب الله أول ليلهِ ... وآخرَه لاقي حمام المقادر) والرابع: أنَّ الأَمَانِيَّ: التقدير، حكاه ابن بحر وأنشد قول الشاعر: (ولا تقولَنْ لشيء سوف أفعله ... حتى تَبَيّنَ ما يمني لك الماني) ) (وإلا): في هذا الموضع بمعنى (لكن) وهو عندهم من الاستثناء المنقطع

1 / 150