أحدها: أنَّ معناه النداء، كأنه قال: ثم أنتم با هؤلاء تقتلون أنفسكم.
والثاني: أنَّ معناه التوكيد لأنتم، والخبر تقتلون - أعني - خبر أنتم؛ لأنه مبتدأ.
والثالث: أنه بمعنى الذي، وصلته (تقتلون)، وموضع (تقتلون) رفع إذا كان خبرًا، وإذا كان (هؤلاء) بمعنى الذين فلا موضع لتقتلون؛ لأنه صلة.
قال الزجاج: ومثلة في الصلة: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى﴾ [طه: ١٧] .
أي: وما التي بيمينك. وأنشد النحويون:
عدسْ ما لعبادٍ عليكِ إمارةٌ أمنتِ وهذا تحملين طليقُ
وهذا القول الأخير على مذهب الكوفيين، ولا يجييزه أكثر البصريين، وقد ذهب إليه جماعة من المتأخرين ممن يرى رأي البصريين.
* * *
قوله تعالى: ﴿وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ﴾ [البقرة: ٩٦]
الزحزحة: التنحية، والعذاب: اسم للتعذيب، وهو بمنزلة الكلام من التَّكليم، والتَّعمير: طول العمر، وعمر الشيء ومدته سواء.
وقوله: ﴿وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ﴾ فيه ثلاثة أقوال:
أدها: أنه كناية عن ﴿أَحَدُهُمْ﴾ الذي جرى ذكره في قوله تعالى: ﴿يَوَدُّ أَحَدُهُمْ﴾
1 / 146