﷿: ﴿وجاء ربك والملك صفا صفا﴾ فجعل مجيء دلائل الآيات مجيئا له على المبالغة في الكلام، ومنه: ﴿فأتى الله بنيانهم من القواعد﴾ أي أتاهم بعظيم بأسه فجعل ذلك إتيانا له على المبالغة. منه قوله تعالى: ﴿فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا﴾.
الضرب الرابع: إخراج الممكن إلى الممتنع للمبالغة، نحو قوله تعالى: ﴿ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط﴾.
الضرب الخامس: إخراج الكلام مخرج الشك للمبالغة في العدل والمظاهرة في الحجاج، فمن ذلك: ﴿وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين﴾. ومنه: ﴿قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين﴾ وعلى هذا النحو خرج مخرج قوله تعالى: ﴿أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا﴾ جاء على التسليم أن لهم مستقرا خيرا من جهة السلامة من الآلام، لأنهم ينكرون إعادة الأرواح إلى الأجسام فقيل على هذا أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا. ومنه ﴿وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه﴾ على التسليم أن أحدهما أهون من الآخر فيما يسبق إلى نفوس العقلاء.
الضرب السادس: حذف الأجوبة للمبالغة كقوله تعالى: ﴿ولو ترى إذ وقفوا على النار﴾ و﴿ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب﴾ ومنه: ﴿ص، والقرآن ذي الذكر﴾ كأنه قيل: لجاء الحق أو لعظم
1 / 105