267

Нуждат Раид

نجعة الرائد وشرعة الوارد

Издатель

مطبعة المعارف

Место издания

مصر

وَمَا كَذَبَ رَائِد أَمَانِيه، وَعَادَتْ آمَالُهُ بِيض الْوُجُوه. وَتَقُولُ فِي خِلافِ ذَلِكَ: قَدْ طَمِعَ فُلان فِي غَيْرِ مَطْمَع، وَزَعَمَ فِي غَيْرِ مَزْعَم، وَكَدَمَ فِي غَيْرِ مَكْدَم، وَرَمَى بآماله غَيْرَ مَرْمى، وَقَدْ مَنَّتْهُ نَفْسه الأَمَانِي، وَفَوَّقَتْهُ نَفْسه الأَمَانِي، وَغَرَّتْهُ خُدَع الآمَال. وَقَدْ خَابَ رَجَاؤُهُ، وَطَاشَ سَهْمُهُ، وَكَذَبَتْه نَفْسه، وَكَذَبَتْهُ ظُنُونه، وَكَذَبه حَدْسه، وَخَذَلَتْهُ آمَالُه، وَأَخْفَقَتْ آمَالُه، وَضَلَّ رَائِد أَمَله، وَكَذَبه رَائِد أَمَله، وَأَخْطَأَهُ رَائِد التَّوْفِيق، وَقَدْ أَخْلَفَ الدَّهْر ظَنّه، وَشَوَّهَ إِلَيْهِ وُجُوه آمَاله، وَعَارَضَ أَطْمَاعه بِالْيَأْسِ، وَرَدَّ كَوْرَ أَمَانِيّه إِلَى الْحَوْر، وَوَقَفَتْ آمَاله عَلَى شِفَاء الْيَأْس، وَوَقَفَ مِنْ آمَالِهِ عَلَى شَفَا جُرُف هَار، وَتَكَشَّفَ لَهُ بَرْق مُنَاهُ عَنْ سَحَابٍ خُلَّب. وَقَدْ يَئِسَ مِنْ الأَمْرِ، وَقَنِطَ مِنْهُ، وَأَضْمَرَ الْيَأْسَ مِنْ مَطْلَبِهِ، وَانْقَطَعَ سَحْره

1 / 257