ولعلّ الذي دفعهم إلى هذا القول نظرهم إلى أول الكتاب، وملاحظتهم خلوّه من خطبة أو استفتاح، الأمر الذي يُخالف عادة المؤلفين.
ويُردّ عليهم:
١- أنّ ذكر الخطبة، أو الاستفتاح ليس عادة مطردة لشيخ الإسلام ﵀؛ إذ يوجد من مؤلفات الشيخ ما هو خال من ذلك، ويبدأ به مباشرة بقوله: فصل؛ كصنيعه في كتاب «النبوات» .
ومن ذلك - على سبيل المثال لا الحصر - كتاب الردّ على الأخنائي، وكتاب معارج الوصول - وهما مما ألّفه الشيخ وهو في السجن - وأكثر الرسائل التي احتواها كتاب جامع الرسائل - الذي حققه د/محمد رشاد سالم - وكذلك أغلب ما في مجموع الفتاوى، ومجموعة الرسائل الكبرى.
٢- أضف إلى هذا أنّ كتاب النبوات لم يخل ممّا يُشبه الاستفتاح؛ إذ في أوله بسملة، وثناء على الله تعالى، ثم عقّب بقوله: فصل.
٣- وممّا يُؤيّد ما ذهبت إليه - وهو قولي بأنّ كتاب «النبوات» ليس ناقصًا - أنّ الشيخ ﵀ لم يشر إلى مسألة تقدّمت، إلا وهي في الكتاب. وهذا توصّلتُ إليه بعد استقراء تام لكتاب النبوات.
ولو كان ثمّة نقص - كما ادّعى البعض - لفُقدت بعض المسائل التي أشار الشيخ إلى أنّه قد قدّم الكلام عنها.
٤- وممّا يزيد الأمر يقينًا لديّ: وجود نسخة مخطوطة كتبت بعد وفاة المؤلف ﵀ باثنتين وثمانين سنة؛ إذ كتبت في عام ٨٣٠؟، وهي قريبة العهد من عصر المؤلف.
وقد ضمنها ابن زكنون ﵀ مجموعه الكبير: «الكواكب الدراري في