257

Пророчества

النبوات

Редактор

عبد العزيز بن صالح الطويان

Издатель

أضواء السلف،الرياض

Издание

الأولى

Год публикации

١٤٢٠هـ/٢٠٠٠م

Место издания

المملكة العربية السعودية

كان لم يزل متكلمًا بمشيئته، لزم وجود حوادث لا تتناهى١٢.
وأصل الطريقة أنّ هذا ممتنع، فصار حقيقة قول هؤلاء أنّه صار متكلّمًا بعد أن لم يكن متكلّمًا.
فخالفوا قول السلف والأئمة، أنه لم يزل متكلّمًا إذا شاء.
وبسط هذه الأمور له موضع آخر٣.
ذم السلف للكلام والمتكلمين
والمقصود هنا أنّ كثيرًا من أهل النظر صار ما يوجبونه من النظر والاستدلال ويجعلونه أصل الدين والإيمان هو هذه الطريقة المبتدعة في الشرع، المخالفة للعقل، التي اتفق سلف الأمة وأئمتها على ذمها وذمّ أهلها:
فذمّهم للجهميّة الذين ابتدعوا هذه الطريقة أولًا متواترٌ مشهور، قد صُنِّف فيه مصنّفات٤. وذمّهم للكلام والمتكلّمين ممّا عني به أهل هذه الطريقة؛

١ في «خ»: (تتناهى) بدلًا من (لا تتناهى)، وهو غير مستقيم. والصواب ما في «م»، و«ط» .
٢ وهم يقولون: إنّ الله تعالى لم يكن في الأزل متكلمًا إلا بمعنى القدرة على الكلام؛ لأنه لو كان متكلّمًا أزلًا بكلام متعلق بمشيئته وقدرته للزم وجود حوادث لا تتناهى في القدم، ويمتنع وجود حوادث لا أول لها.
انظر: توضيح معتقدهم في صفة الكلام في كتب ابن تيمية: مجموع الفتاوى ٦/٥٢٤. والفرقان بين الحق والباطل ص ١٠٠. وبغية المرتاد ص ٣٦١.
٣ بسط شيخ الإسلام ﵀ الكلام عن موقف المشبهة من صفة الكلام، ومخالفتهم للسلف والأئمة في هذه القضيّة في كتابه: رسالة في العقل والروح - موجود ضمن مجموعة الرسائل المنيرية ٢/٣٣ -. وفي قاعدة نافعة في صفة الكلام - يوجد أيضًا ضمن مجموعة الرسائل المنيرية ٢/٧٥ -. وفي الفرقان بين الحق والباطل ص١٠٠-١٠١. وفي مجموع الفتاوى ٦/٥٢٤.
٤ فالإمام نعيم بن حماد، قال عنه الذهبي: "وضع ثلاثة عشر كتابًا في الردّ على الجهميّة". انظر: سير أعلام النبلاء ١٠/٥٩٩.
والإمام أحمد بن حنبل صنّف كتابًا في الردّ على الجهميّة والزنادقة. وهو مطبوع.
والإمام محمد بن أسلم الطوسيّ، له كتاب «الرد على الجهميّة» . انظر: سير أعلام النبلاء ١٢/١٩٧.
والإمام ابن أبي حاتم له كتاب «الرد على الجهميّة» . انظر: سير أعلام النبلاء١٣/٢٦٤.
والإمام ابن قتيبة له كتاب «الرد على الجهميّة» . انظر: سير أعلام النبلاء ١٣/٢٩٨.
والإمام عثمان بن سعيد الدارمي صنّف في الردّ على بشر المريسي، وفي الرد على الجهميّة، وكلاهما مطبوع.
وغير هؤلاء كثير جدًا ممّن لا يُحصون في موضع واحد ...

1 / 274