اللباب في علوم الكتاب

Ибн Адель d. 775 AH
41

اللباب في علوم الكتاب

اللباب في علوم الكتاب

Исследователь

الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض

Издатель

دار الكتب العلمية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٩ هـ -١٩٩٨م

Место издания

بيروت / لبنان

Жанры

" بِسم الله ": جَار ومجرور، وَالْبَاء مُتَعَلق بمضمر، فَنَقُول: هَذَا الْمُضمر يحْتَمل أَن يكون اسْما، وَأَن يكون فعلا، وعَلى التَّقْدِيرَيْنِ؛ فَيجوز أَن يكون مُتَقَدما ومتأخرا، فَهَذِهِ أَقسَام أَرْبَعَة. أما إِذا كَانَ مُتَقَدما، وَكَانَ فعلا؛ فكقولك: أبدأ بِبسْم الله. وَإِن كَانَ مُتَقَدما، وَكَانَ اسْما؛ فكقولك: ابتدائي بِبسْم الله. وَإِن كَانَ مُتَأَخِّرًا، وَكَانَ فعلا؛ فكقولك: بِسم الله أبدأ. وَإِن كَانَ مُتَأَخِّرًا، وَكَانَ اسْما؛ فكقولك: بِسم الله ابتدائي. وَأيهمَا أولى التَّقْدِيم أم التَّأْخِير؟ قَالَ ابْن الْخَطِيب: كِلَاهُمَا ورد فِي الْقُرْآن الْكَرِيم، أما التَّقْدِيم، فكقوله ﴿بِسم الله مجْراهَا وَمرْسَاهَا﴾ [هود: ٤١] وَأما التَّأْخِير؛ فكقوله تَعَالَى: ﴿اقْرَأ باسم رَبك﴾ [العلق: ١] وَأَقُول: التَّقْدِيم أولى؛ لِأَنَّهُ - تَعَالَى - قديم وَاجِب الْوُجُود لذاته، فَيكون وجوده سَابِقًا على وجود غَيره، لِأَن السَّبق بِالذَّاتِ يسْتَحق السَّبق فِي الذّكر؛ قَالَ ﵎: ﴿هُوَ الأول وَالْآخر﴾ [الْحَدِيد: ٣] وَقَالَ تَعَالَى: ﴿لله الْأَمر من قبل وَمن بعد﴾ [الرّوم: ٤]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿إياك نعْبد وَإِيَّاك نستعين﴾ [الْفَاتِحَة: ٥] . قَالَ أَبُو بكر الرَّازِيّ - رَحمَه الله تَعَالَى - إِضْمَار الْفِعْل أولى من إِضْمَار الِاسْم؛ لِأَن نسق تِلَاوَة الْقُرْآن يدل على أَن الْمُضمر هُوَ الْفِعْل، وَهُوَ الْأَمر، لِأَنَّهُ ﵎ قَالَ: ﴿إياك نعْبد وَإِيَّاك نستعين﴾، فَكَذَا قَوْله تَعَالَى ﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾ التَّقْدِير: قُولُوا: بِسم الله.

1 / 118