المباحث العقدية المتعلقة بالكبائر ومرتكبها في الدنيا

Сауд бин Абдулазиз Аль-Халаф d. Unknown
31

المباحث العقدية المتعلقة بالكبائر ومرتكبها في الدنيا

المباحث العقدية المتعلقة بالكبائر ومرتكبها في الدنيا

Издатель

الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة

Номер издания

السنة السادسة والثلاثون

Год публикации

العدد (١٢٣) ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Жанры

معاوية؟ قال: لا أتكلم في هذا، قلت: ما تقول فإن الذي تكلم به رجل لا بأس به، وأنا صائر إلى قولك، فقال أبو عبد الله: قال النبي ﷺ: ”لعن المؤمن كقتله” فأرى الإمساك أحب إليَّ ١. وقد أجاب من منع لعن الفاسق المعين عن استدلال المجيزين لذلك بحديث أبي هريرة الذي ورد فيه لعن الملائكة للمرأة التي تأبى على زوجها، بأن ما ورد في الحديث هو الإخبار عن لعن الملائكة، وهو أمر موجه إليهم، وليس إلينا، كما أخبرنا أن الله لعن شارب الخمر إلا أنه لم يأمرنا بلعنه٢. فعليه فالراجح فيما أرى عدم جواز لعن الفاسق المعين، وإنما يلعن الوصف كأن يقال لعنة الله على شارب الخمر وآكل الربا والواصلة ونحو ذلك مما ورد في الأحاديث، وذلك لأن لعن المعين معناه طرده وإبعاده من رحمة الله فيكون بهذا من جنس القطع له بالنار والخلود فيها، وهذا خلاف عقيدة أهل السنة وخلاف الحق الذي دلت عليه النصوص، ثم إنا لا ندري ما يختم للإنسان، فلا نقطع بذلك على مسلم، مع ما ورد من الأحاديث من النهي عن اللعن عمومًا كما في حديث سمرة بن جندب ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ:“لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضبه، ولا بالنار”٣. وعن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ:“ليس المؤمن بالطعّان ولا باللعان ولا بالفاحش البذيء” ٤. والله أعلم.

١ السنة للخلال (٣/٥٢١) . ٢ انظر: سبل السلام للصنعاني (٤/١٤٤) . ٣ أخرجه. ت.كتاب البر باب ما جاء في اللعنة، وقال: حديث حسن صحيح (٤/٣٥٠) . ٤ أخرجه. ت.الموضع السابق، وقال: حسن غريب.

1 / 101