Феминизм и философия науки
النسوية وفلسفة العلم
Жанры
Harmony
في بناء وتسيير الدولة، ثم الأسرة باعتبارها نموذجا مصغرا للدولة، وناقشن الطريقة التي يمكن أن تطبق بها النساء هذا المبدأ على الجوانب الأخرى لحياتهن اليومية، ولم تكن هذه نظرية في تدبير شئون المنزل، بل نظرية أخلاقية تطبيقية.
68
وفي حرص الراديكالية على إثبات تميز المرأة عنيت المناهج المطروحة بإبراز الاختلاف في إسهام النساء الفلسفي، ولاحظت أن هذا الإسهام لم يعكس أبدا القضية النسوية، ووجدت مادة البحث في شذرات متناثرة ورسائل متبادلة وسير حياة الفلاسفة العظام وقصائد وعظات ... وبالنسبة للعصر الوسيط وجدوا في مقتنيات الأديرة مددا وفيرا، لقد تواصل البحث إلى بقية عصور الفلسفة.
ثم تنتقل الفلسفة النسوية من المرحلة النقدية والتمحيصية إلى بناء نظريات عن الوعي الأنثوي بالذات، سارت المشروعات الفلسفية النسوية في سبيل تحدي أبرز الافتراضات الفلسفية الجوهرية، وتقديم بدائل شديدة التفصيل، بدأت ما يسمى بفروع الفلسفة اللينة السهلة وهي السياسة والأخلاق والجمال.
ومع الثمانينيات كانت قد وصلت إلى كبد الحقيقة وقلب الأوضاع من جذورها، حين تطرقت إلى ما يسمى بفروع الفلسفة العسيرة الشاقة وهي الميتافيزيقا والإبستمولوجيا والميثودولوجيا وفلسفة العلوم. (10) نشأة فلسفة العلم النسوية
في تلك السنوات الطافحة بالمد النسوي، بدأت الإسهامات في هذه المجالات تظهر في الدوريات والمجلات الفلسفية. ثم قامت الفيلسوفة الأمريكية ساندرا هاردنج (1935م-...) بمشاركة ميريل هينتيكا بتجميع الإسهامات في مجلد بعنوان «اكتشاف الواقع: المنظورات النسوية للإبستمولوجيا والميتافيزيقا والميثودولوجيا وفلسفة العلم»، صدر العام 1983م، ليعد عام الميلاد الرسمي لفلسفة العلم النسوية، ثم كانت بداية نضجها اللافت مع كتاب هاردنج الخطير «سؤال العلم في النسوية» (1986م). ولا تزال هاردنج أعلى فيلسوفات العلم قامة وأرفعهن شأنا وأغزرهن إنتاجا،
69
وهي التي جعلت فلسفة العلم النسوية تقف على قدميها وتمضي قدما. يمكن القول إنها المؤسسة، لولا أن الحركة أوسع من أن يؤسسها فرد فريد، فضلا عن نفورها المبدئي من المركزية والتراتبية الهرمية.
يعبر العنوان الأصلي للكتاب «اكتشاف الواقع» عن هدف الفلسفة النسوية بأسرها، أي رفع النقاب عن الجوانب الأنثوية التي ظلت دائما مطمورة ومهمشة بفعل الهيمنة الذكورية. أما العنوان الفرعي «المنظورات النسوية للإبستمولوجيا والميتافيزيقا والميثودولوجيا وفلسفة العلم» فهو بالغ الدلالة؛ إذ يخبرنا بادئ ذي بدء أن فلسفة العلم النسوية تعني منظورات مستجدة من زوايا مختلفة عما عهدناه في فلسفات العلم التقليدية؛ بل وتيار الفلسفة الغربية بأسره. فلا نتوقع أن تكون فلسفة العلم النسوية منظومة من الفروض أو القضايا تتفق عليها النساء جميعا أو فيلسوفات العلم بأسرهن، بل هي مداخل ومنطلقات مستجدة.
Неизвестная страница