Феминизм и философия науки
النسوية وفلسفة العلم
Жанры
أما الجزء الثالث من الكتاب فيحمل عنوان «المبررات»، أي مبررات قبول المرأة هذا الوضع، وكان الجزء الرابع والأخير «نحو التحرير» يبحث فصله الأول عن المرأة المستقلة، فتؤكد أن تحرير النساء لا بد أن يكون حركة اجتماعية شاملة، وتنتهي إلى أن المؤشرات الراهنة تشير إلى أن عصر تحرير المرأة آت، تبحث تجربة الاتحاد السوفيتي البائد في المساواة بين الجنسين في التعليم والتدريب وفرص العمل، وانطلاق الحرية الجنسية في العالم الغربي وتنظيم النسل وحق الإجهاض، ثم تشير إلى تنامي أعداد المرأة العاملة المستقلة اقتصاديا، فلا يكون الزواج وسيلة للتعيش بل تشاركا بين طرفين متساويين، لقد بات من الممكن تغيير القوانين والمؤسسات والأعراف والتقاليد والرأي العام، وستظل المرأة هي المرأة، وتظل الاختلافات بين الطرفين، لكن بين ندين متساويين يتقاسمان التجربة الحياتية.
56
ونظرا للنجاح الساحق الذي أحرزه كتاب «الجنس الثاني» أردفته سيمون دي بوفوار بآخر أصغر حجما بعنوان «طبيعة الجنس الثاني»، يؤكد أكثر على رفض مقولة الحتمية البيولوجية و«ضرورة النظر إلى الوقائع السيكولوجية في ضوء السياق الأنطولوجي والاقتصادي والاجتماعي والسيكولوجي؛ لأن استعباد النوع لأنثاه وقائع بالغة الأهمية، أجل جسد المرأة عنصر جوهري في وجودها في العالم، لكن الجسد وحده لا يكفي ... لن تكفي البيولوجيا أبدا للإجابة على السؤال المطروح: لماذا تكون المرأة هي الآخر؟ ولا بد من اكتشاف كيف تخلق هذا في سياق التاريخ.»
57
توقفت دي بوفوار عند التيارات السائدة في عصرها، التحليل النفسي والمادية التاريخية، وأوضحت كيف يتماثل وضع المرأة مع وضع البروليتاريا في أنهما يتعرضان للقهر والوضع الخاص، في حين أنهما ليسا أقلية بحال، كل فئة حط بها الظلم كانت أقلية، إلا النساء والبروليتاريا، على أن البروليتاريا لم توجد إلا في العصر الحديث، أما النساء فهن موجودات دائما خضوعهن للرجال ليس حدوثا لوضع اجتماعي معين أو حدث تاريخي ؛
58
لذا لا تمثل النساء طبقة كي تواجه الطبقة الأخرى المتضايفة معها، إنهن مشتتات في كل الطبقات، عبر أرجاء عالم يحكمه الرجل.
ثم تناولت انتقال الإنسان من الترحال إلى الزراعة وصياغة الوضع البطريركي في العصور القديمة مرورا بالعصور الوسطى وعصر النهضة والثورة الفرنسية، وكيف حررت الآلة العبيد والنساء، وأشارت إلى نسويات قدامى، واستعرضت الحركة النسوية في القرن التاسع عشر.
ثم تناولت أحلام المرأة ومخاوفها والأوثان التي تعوقها، وقامت في الجزء الأخير من الكتاب بتحليل وضعية المرأة في بعض الأعمال الأدبية البارزة.
أجادت فلسفة سيمون دي بوفوار تمثل وتمثيل الإشكالية النسوية، بلورتها ببساطة نافذة حين أشارت إلى أنها تجلس لتكتب كتابا عن وضع النساء من منظور الفلسفة، في حين أنه لا يمكن أبدا أن يجلس رجل ليكتب عن وضع الرجل من منظور الفلسفة،
Неизвестная страница