أبو محمد الواسطي والمغنية التي يهواها
: حدثني أبو أحمد الحارثي ، قال : كان عندنا بواسط ، رجل متخلف موسر ، يقال له : أبو محمد بن أبي أيوب ، وكان يعاشرنا بمغنية يهواها ، وكان من غنائها ، صوت أوله : إن الخليط أجد منتقله . . . ولو شك بين حملت إبله . وكانت تغني فيه لحنا صعبا حسنا ، لا يفهمه أبو محمد لتخلفه ، فاقترحه يوما عليها ، فقال : بالله يا ستي غني لي : إني خريت فجئت أنتقله . فقالت : ويل لي ، أنا أغني شيء من هذا ؟ ففطنت لما يزيد ، فقلت لها : إنه يريد أن تغني له : إن الخليط أجد منتقله . فقالت له : قطع الله ظهرك ، أين ذا من هذا ؟ وغنت الصوت . وكان غنائها : خليلي هيا نصطبح بسواد . فقال لها يوما : بالله يا ستي ، غني : خليلي هيا نصطبح بسماد . فقالت له : إذا عزمت على هذا ، فوحدك . قال : ودخلت إلينا يوما على غفلة ، ونحن نصافعه ويصافعنا بالمخاد ، فاستحيا ، وسألنا أن ندعه ، فتركناه . فلما ، جلسا على الشرب ، طلب منها صوتا له عليها ، وهو : أبيني سلاحي لا أبا لك إنني . . . أرى الحرب لا تزداد إلا تماديا . فأعطته مخدة .
Страница 68