الوزير ابن الزيات يذكر البرامكة وهو في التنور
وفي معنى هذا ما أذكره ، وإن كان موجودا في الكتب ، ولكنه على سبيل الإستعادة ، وهو حسن . حدثني أبو محمد يحيى بن محمد الأزدي ، قال : بلغني أن ابن الزيات لما حصل في التنور قال له بعض خدمه : لهذا وشبهه كنا نشير عليك بفعل الإحسان ، وتقليد رقاب الرجال بالأمتنان ، واتخاذ الصنائع في حال القدرة لتجازي بها الآن عند الحاجة . فقال : لو كنت فعلت هذا ، ما حصلت منه على طائل ، لما في نفوس الناس من ضعف الإخاء ، وكثرة الغدر ، وقلة الوفاء ، وتراني كنت أفعل أكثر من أفعال البرامكة ؟ ما نفعهم لما حصلوا في مثل حالي من إسلام الزمان وجور السلطان ؟ فقال له الخادم : لو لم ينفعهم إلا ذكرك لهم في مثل هذه الحال التي أنت فيها لكان ذلك أكبر نفع .
Страница 6