تلك هي مشاعر وأعمال شعب لم يؤثر فيه اعتقاد معين أو مذهب خلقي، تلك هي الحال التي كانت عليها حوالي سنة 1860 حضارة أولئك القوم الذين زعم توحشهم.
والملك هو الذي كان حاميا لهم، والملك هو الذي كان له حق الحياة والموت عليهم، والملك كان محاطا بحاشية كحاشية الكارولنجيين
21
مؤلفة من وزير وساق وعازف وزمار وحاجب وحامل غليون
22
وجلاد وطاه وصانع جعة، وكان لأحد أولئك الملوك أكثر من سبعمائة ولد، وكان لديه - عدا زوجاته - مئات من البغايا اللائي أرسل منهن نحو ألف وتسعمائة إلى لبيعهن، فكان له بذلك أسلوب طريف لجباية الأموال بمنح رعاياه ملاذ حسية، وكان الملك صاحب الأطيان والقطعان فيقطع «كونتاته» الإقطاعات كما كان ملوك الغرب في القرون الوسطى يشرونهم بتمييزهم من سواهم على حساب الفلاحين مع إثارة تحاسدهم.
وكان الملك على الذروة من هرم الدولة، وكان الفلاح قاعدة له مع عطل من الأرزاق كما في عهد قياصرة روسية، وكان الملك يفرض ضريبة على البقر فيجعل «الكونتات» مسئولين عن كل واحد منها، وكان هؤلاء «الكونتات»، عند ظهور أسد، ملزمين بتنظيم موكب صيد إنقاذا لها، كما أنهم ملزمون بالقتال عندما يغير جار على البلد.
وكان متيزا الذي هو آخر ذوي السلطان من أولئك الملوك (1840-1884) يتصف بجميع صفات نظرائه من البيض في أوروبة مع حكمة أكثر مما لدى الكثير منهم، ومما حدث أن استقبل الغرباء الأولين في بهو قصره البالغ طوله ثلاثين مترا على صوت الصنوج
23
محاطا بالأعلام وبحملة الرماح مظهرا عزة العاهل الأكبر.
Неизвестная страница