ويفضل أهل البدو من العرب أن ينصبوا خيامهم في العدوات
5
المرتفعة، ولا سيما القريبة من المجاري حيث تكون الينابيع أكثر مما في الصحراء التي يأتون منها، وهم يحلون مع نسائهم وأولادهم وجمالهم ومعزهم، وهم يقتطفون ثمر الدوم
6
ويستخرجون منه طحينا علكا يخلطونه باللبن ويصنعون منه أقراصا، وهم يختبطون سنوف
7
السنط فيكون لأنعامهم بها طعام زيتي على حين يكتفي الجمل بالفروع الشائكة اليابسة، وهم يرتقون - أخيرا - خيامهم المصنوعة من أوراق النخل، وهم ينتفعون بليف النخيل في صنع حصرهم وحبالهم، ولهم ببرك الماء الموجودة هنالك عنصر أساسي في حياتهم.
والتماسيح في هذه المغايض
8
تنسى الجفاف، فتقضي الشتاء نائمة، وتشرب الألوف من القمر والقطا، غير خائفة، من الجداول التي تنام التماسيح فيها، حتى إن الغزلان التي هي أكثر الحيوانات نفورا ترد قبل طلوع الشمس وقبل غروبها بساعة واحدة ذلك المورد الهزيل الذي يتركه النيل وراءه.
Неизвестная страница