Конец обольщения в уничтожении заблуждения
نهاية التنويه في إزهاق التمويه
Жанры
[تأمل في بعض المذاهب للإيضاح]
فنقول: لم يشتهر بالفتوى، ولا انتحل من العلوم بالنظر الحسن، والقريحة المتقدة، والإجتهاد القوي، من علماء الأمة وفضلائها، إلا هؤلاء الثلاثة، أبوحنيفة، والشافعي، ومالك رضي الله عنهم، فإن هؤلاء الذين دونوا الدواوين، ونخلوا العلوم، واتسعوا في الفنون، حتى طبقت مذاهبهم الأرض، ذات الطول والعرض.
فأما أبوحنيفة: فهو البارع المتقن، المحرز لعلوم الإجتهاد، والحائز لقصب السبق فيه، ولا يجحد فضله، وهو أول من سئل وأجاب في المسائل الأصولية، حكي أنه حكي عنه: إيجاب القدرة، وهو لعمري يوهي طريق الحكمة، ويهدم قواعدها، وقد أنكرها فريق من أصحابه لعظم موقعها، وشناعة القول بها، وحكي عنه أيضا التعويل على القياس، واطراح الأخبار، وهذا نظر لا يليق أن يساوي منصب الشارع منصب القياس، وحكي عنه بطلان القصاص بالمثقل وهذا نظر فيه ما ترى من إهدار الدماء وبطلان صيانتها، وهو معلوم من جهة الشرع تحريمها، وإليه الإشارة بقوله تعالى: {كتب عليكم القصاص}[البقرة:178] والمثقل يهدم هذه القاعدة.
فهذه الأمور الثلاثة لا يخفى عليك انحرافها عن المنهج القوي، والصراط السوي، فهذا ما أردنا التنبيه عليه من طريقة أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه.
Страница 229