قال القضاعي في عيون المعارف في أخبار الخلائف: وقد روى أن النبي ﷺ قال لا تجاوزوا معد بن عدنان كذب النسابون ثم قرأ: " وقرونًا بين ذلك كثيرًا " ولو شاء أن يعلمه علمه، وذكر التوزي في شرح الشقراطيسة: أنه ﷺ كرر: كذب النسابون مرتين أو ثلاثًا، قال: والصحيح أنه قول ابن مسعود. ويروى عن عمر بن الخطاب ﵁ أنه قال: إنما ننسب إلى عدنان وما فوق ذلك لا ندري ما هو، وعن عروة بن الزبير ﵁ أنه قال: ما وجدنا أحدًا يعرف ما فوق عدنان واسماعيل الا تخرصا، ويحكى عن مالك بن أنس ﵁ أنه سئل عن الرجل برفع نسبه إلى آدم ﵇ فكره ذلك. فقيل له فالى اسماعيل: فأنكر ذلك. وقال: ومن يخبر به؟! والذي عليه البخاري وغيره من العلماء، موافقه ابن اسحاق على رفع النسب.
أما ما يتفرع عن الأنساب عن عمود النسب النبوي فلا خفاء. إن آدم ﵇ هو أبو البشر ومبدأ النسل، وما يذهب إليه الفرس من أن مبدأ النسل من كيومرث الذي ينسب إليه الفرس فأنه مفسر بآدم ﵇ عند أكثر المفسرين ثم لا نزاع في أن الأرض عمرت ببني آدم ﵇ إلى زمن نوح وأنهم هلكوا بالطوفان الحاصل بدعوة نوح ﵇ حين غلب فيهم الكفر وظهرت عبادة الاوثان، وأن الطوفان عم جميع الأرض ولا عبرة بما يذهب إليه الفرس من إنكار الطوفان ولا بما ذهب إليه بعضهم من تخصيصه باقليم بابل الذي كان به نوح ﵇. ثم قد وقع الاتفاق بين النسابين والمؤرخين أن جميع الأمم الموجودة بعد نوح ﵇ جميعهم من بنيه دون من كان معه في السفينة، وعليه يحمل قوله تعالى: " ذرية من حملنا مع نوح ".
1 / 24