بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله الذي جعل للعرب جمالًا تتهافت عليه سائر الأمم، وخصم من كثرة القبائل بما طلع لهم به في كل افق نجم، ورفع لهم بكل قطر علم وأنالهم من الشرف الباذخ ما لا تمتد إلى مثله يد ولا تتخطى إلى نظيره قدم، أحمده على أن جدد معالم العلم الدارسة باظهار مختفيها، وأراج أسواقها الكاسدة بزيادة الرغبة ولله تعالى الحمد فيها، وأعز جانبها بأجل عزيز ما شام برق فضيلته شائم الا انتجع غيثها ليستسقيها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تقدع المخادع، وتقمع المداهن، وتورد قائلها اصفى الموارد، فيدعى المحسن في اخلاصها أبا المحاسن، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده وسوله أفضل شيء طابت أرومته، وأفصحت عن كرم المحتد جرثومته، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين شرفت بالاعتزاء الى عنصره الشريف انسابهم، وكرمت بالقرب إليه في الانتساب احسابهم، صلاة تكشف بسح وابلها اللأوا، وتجمع بشريف نسبتها بين شرف النسب وكرم التقوى، وسلم تسليمًا كثيرًا.
وبعد: فلما كان العلم بقبائل العرب وأنسابهم على جلالة قدره، وعلو مكانه ورفعة ذكره، قد درس بترك مدارسه معالمه، وانقرض بانقراض علمائه، من العصر الأول ملزومه ولازمه، مع مسيس الحاجة إليه في كثر من
1 / 1