وعادت في أيامه الخطبة للخلافة العباسيه ببلاد مصر بعد انقطاعها مدة من مائتى سنه وخمسة عشر عاما عند تبلج صبح دولة بي أيوب (1) ، الموفين بفضل دولتهم ودولة فضلهم على كل مطلوب ، حسب حري ،ونسب دري ،الطعن بالاسل أحلى عندهم من العسل :
مستلئمين الى الحتوف كأنما
بين الحتوف وبينهم أرحام
وهم الذين لم يبق فضل في دولة إلا أدركوه . وكان مبدأ ذلك على يدى الملك المنصور أسد الدين شيركوه. ثم كان يمام الدعوة وكمال الكلمة على يدي السلطان الناصر لدين الله، جامع كلمة الايمان ، قامع عبدة الصليان ، صلاح الدنيا والدين، ي المظفر يوسف بن أيوب محيي دولة أمير المومنين، الذى أهلك طغاة مصر ، وأخلق إها بهم ، وأطفأ شهابهم ، وخشن أديمهم ، ونفر عنهم صاحبهم ونديمهم ، فيدلهم من النعيم البوس ، ومن البشر القطوب والعبوس ، ومن الاعزاز بالاذلال ، ومن الاكثار بالاقلال ، فطالما ركبوا السرير ، ولبسوا الحرير ، وصبت اليهم الكعاب ، وانقصفت دونهم الكعاب ، ومنهم معزهم معد ، ولم تكن جنوده تعد، ولا لما أوتبه كان حد ، من كل ما يسعد فيه حد ، وينتضى المقتناه حد ، وقد أجمع المؤرخون على أنه لم يكن في زمنه ملك أرفه عيشا من عيشه ، وعلى أن لم يطأ الارض بعد جيش الاسكندر جيش أكثر عددا من
Страница 160