وهرب البساسيري الى الرحيه ومعه خلق كثير من الأتراك والبغداديين ، وكاتب صاحب مصر وذكر أنه في طاعته وعلى إقامة الدعوة له بالعراق فأمده بالأموال وولاه الرحبة إلى أن خالف على السلطان طغرل بك أخوه إبراهيم مخاطبة البساسيرى له بالعصيان لاخبه وأطمعه بالانفراد بالملك . فسار السلطان في أثر أخبه وفارق بغداد . فاضطرب أمرها الى أن دخل البساسيرى بغداد ثامن ذى الححه ومعه الرايات المصريه وضرب مضاربه على شاطيء دجلة ومعه العسكر العظيم .
واجتمع أهل الكرخ وعامة الجانب الغربي على معاضدته، واطمعهم في نهب دار الخليفة ، والناس إذ ذاك في ضر شديد ، قد توالت عليهم سنون مجدبه، والأقوات متعدرة والأسعار غالية ، وجرى القتال بين الفريقين وفى السفن ودحلة.
فلما كان يوم الجمعة الثالث عشر من ذى القعدة دعي لصاحب مصر في الخطبة في جامع المنصور وزيد في الاذان « حي على خير العمل » وشرع البساسيري في إصلاح الجسر فعقده بباب الطاق وعبر مع عسكره وأنزله بالزاهر فحضرت الجمعة فدعى لصاحب مصر في جامع الرصافة كما دعي له يجامع المنصور .
فخندق الخليفة خلف داره وأصلح ماوهى من السور المحبط بها، فلما كان يوم الاحد لليلتين بقبتا من ذى الححة حشر البساسيري أهل الجانب الغربي عموما وأهل الكرخ خصوصا ونهض بهم إلى حرب الخليفة .
وخرج اليه العسكر وكان سبعة آلاف مقاتل، منهم بمانمائة فارس ومعهم من العامة مالا بحصى. فاستجر هم البساسيري الى الصحراء وأظهر الانهزام وتبعه الناس ويقدم ل دار احلبقه بعد ال اصرم تتاري آه سوان ننهر معلي .
Страница 138