Ньютон: Очень короткое введение
نيوتن: مقدمة قصيرة جدا
Жанры
عانى نيوتن انتكاسة أخرى في صيف 1689 حين تم رفض ترشحه لعمادة كلية كينجز كوليدج، رغم المساندة القوية من الملك ويليام الثالث. من ناحية أخرى، كان لديه الكثير من المعجبين والأتباع، فتنافس عدد من الأفراد للقيام بدور المحرر للطبعة التالية من مؤلفه العظيم، فيما كرس آخرون أنفسهم لإتقان فهم محتويات العمل التي اتسمت بغموض لا يصدق. وبدوره منح نيوتن أتباعه الرعاية والمساندة، مثلما ساعد ديفيد جريجوري على نيل كرسي أستاذية الرياضيات في جامعة أكسفورد. وقوبل كتاب «المبادئ الرياضية» على مستوى القارة بحفاوة بالغة من جانب الفلاسفة الطبيعيين البارزين أمثال هويجنز ولايبنتز، على الرغم من اعتقاد كليهما أن نيوتن قد أهمل الهدف الكلي للفلسفة الطبيعية بإخفاقه في تقديم تفسير فيزيائي لظاهرة «الجذب».
بعد أن أعلن وفاة فكرة الدوامات في الكتاب الثاني من «المبادئ الرياضية»، كافح نيوتن لتفسير الجاذبية. ففي النصف الأول من تسعينيات القرن السابع عشر، أطلع فاتيو دي دويلير وديفيد جريجوري على العديد من المراجعات والتصحيحات التي كان يدخلها على كتاب «المبادئ الرياضية»، والتي كان بعضها يتعلق بالسبب الفيزيائي للجاذبية، وفي سلسلة من الملاحظات التوضيحية «الكلاسيكية» للافتراضات من 4 إلى 9 من الكتاب الثالث، أوضح أن الجاذبية الكونية وغيرها من المبادئ الأخرى كانت معروفة لدى القدماء، وأمكن التنبؤ بها من خلال قراءة جادة لقصائد فرجيل وأوفيد وآخرين. وزعم نيوتن في هذه المراجعات أن الجاذبية الكونية تدار بواسطة «عنصر ما نشط»، أتاح انتقال القوة من جسم لآخر:
ولذلك علمنا أولئك القدماء الذين أدركوا الفلسفة الصوفية إدراكا سليما أن روحا معينة مطلقة بلا حدود تتخلل الفراغ بأكمله وتحتوي العالم الكوني وتبث فيه الحياة؛ وهذه الروح كانت قوتهم الإلهية، بحسب الشاعر الذي استشهد به بولس الرسول: فيه نحيا ونتحرك ونستمد وجودنا.
كان القدماء يشيرون برمز الإله بان ومزاميره إلى الطريقة التي تؤثر بها تلك الروح على المادة «ليس بطريقة تفتقر للنظام، وإنما بطريقة تناغمية أو وفقا للنسب التوافقية». بعد ذلك بفترة، أشارت كاثرين كوندويت إلى أن نيوتن رأى أن الجاذبية تعتمد على الكتلة، بنفس الطريقة التي تعتمد بها الأصوات والنغمات على حجم الأوتار.
لم يكن ذلك هو الجانب الوحيد من جهود نيوتن العامة لاستعادة المعرفة المفقودة للعصور الأولى؛ ففي نفس التوقيت تقريبا، أقحم بنفسه في مشروع رياضي ضخم يهدف إلى «استعادة» هندسة القدماء المفقودة. وفي أواخر عام 1691 بدأ أيضا في تأليف نص بعنوان «المنحنى التربيعي»، وهو عمل استثنائي عاد فيه لمناقشة اكتشافه لحساب التفاضل والتكامل وتطويره للمتسلسلة اللانهائية. وبالنظر إلى اعتماده البالغ على خطاباته للايبنتز التي ترجع لمنتصف سبعينيات القرن السابع عشر، يتضح أن هدفه الأساسي كان التأكيد على أسبقيته وتفوقه عليه. وعندما اطلع عليه جريجوري في عام 1694، علق بأن نيوتن قد طور نظرية التربيعات (التكامل) «بشكل مدهش [و] يتجاوز ما يمكن تصديقه بسهولة».
شهدت السنوات التي أعقبت الانتهاء من كتاب «المبادئ الرياضية» بعضا من أقوى فترات النشاط الفكري من حياة نيوتن. ففي أواخر ثمانينيات القرن السابع عشر، خطط لإنتاج عمل عن علم البصريات في أربعة كتب، عازما أن يبين في الكتاب الختامي كيف أن المؤثرات البصرية تعمل وفقا لقوى جاذبة وطاردة ذات نطاق صغير. وفي إحدى المسودات، كرر ملاحظاته في التمهيد والخاتمة اللذين حجبهما عن كتاب «المبادئ الرياضية»، بشأن ضرورة أن يفترض الفلاسفة أن أنواعا متشابهة من القوى تعمل في العالم الصغير والكبير على حد سواء. غير أنه أردف بأنه «نظرا لكون هذا المبدأ من مبادئ الطبيعة أبعد ما يكون عن تصورات وأفكار الفلاسفة، فقد أمسكت عن وصفه في [«المبادئ» خشية] أن يعتبر نزوة متهورة». وأيا كانت خطط نيوتن الأصلية، فقد حول النص المقترح إلى ثلاثة كتب بحلول عام 1694، وأخيرا ظهر كتاب «البصريات» في هذا الشكل بعد عقد من الزمان.
في صيف وخريف 1690، راح نيوتن يبحث بنشاط في تلك المسألة التي قتلت بحثا والمتعلقة بكيفية قيام الكاثوليك والمناهضين للعقيدة الثالوثية بتحريف النص الأصلي للعهد الجديد. فنتيجة لتخفيف قوانين الترخيص التي تحكم المطبوعات في عام 1687، ظهر عدد من أعمال المناهضين للعقيدة الثالوثية في شكل مطبوع. وحين قام الكاثوليكي ريتشارد سايمون في عام 1689 بنشر عمل حلل الجزء المعروف بالفاصلة اليوحناوية من النص الثالوثي الأساسي رسالة يوحنا الأولى 5 : 7-8، سأله جون لوك - وهو أحد من تعرف عليهم نيوتن مؤخرا - عن آرائه بشأن الفقرة. وفي نوفمبر عام 1689 تلقى لوك (الذي كان على وشك نشر مؤلفاته الرائعة «رسالة في التسامح»، و«مقال في الفهم الإنساني» و«أطروحتان عن الحكومة»)، تفسير نيوتن المطول لتلك الفقرة وفقرة ثالوثية أخرى هي رسالة تيموثاوس الأولى 3 : 16. ولا يمكن أن يكون هناك شك في أنه قد أدرك تعاطف لوك مع آرائه، على الرغم من ستار الأبحاث الموضوعية السميك الذي حاول نيوتن إخفاء عمله به.
أشار سايمون إلى أن أصالة وموثوقية الفقرة مكفولة بالروايات الكاثوليكية، على الرغم من عدم وجودها في أقدم المخطوطات اليونانية. فأخبر نيوتن لوك أنها صورة أخرى من التحريف الكاثوليكي للكتاب المقدس، ولكنه أخبره أنه على الرغم من معرفة الكثير من علماء الفلسفة الإنسانية والبروتستانت بذلك، فقد فضلوا الاحتفاظ بالنص كما هو باعتباره دليلا أساسيا من الأدلة المقامة ضد المهرطقين. وأشار بأسلوب ماكر إلى أن ما كان على وشك القيام به لم يكن «بيان عقيدة، أو نقطة نظام، لا شيء سوى إبداء نقد يتعلق بنص من الكتاب المقدس». باختصار، قام أب الكنيسة جيروم بإقحام الفقرة المزيفة في طبعته اللاتينية للكتاب المقدس، وبعدها:
لاحظ اللاتينيون تعديلاته في هوامش كتبهم، ومن ثم بدأت في التسلل إلى النص من خلال النسخ في النهاية، وشهد القرن الثاني عشر والقرون التي تلته بشكل أساسي إحياء هذا النزاع من جانب أساتذة الجامعة.
وبعد ظهور الطباعة، «تسللت من اللاتينية إلى النسخة اليونانية المطبوعة مخالفة مرجعية جميع المخطوطات اليونانية والنسخ القديمة».
Неизвестная страница