Европейская мысль XIX века
نزعة الفكر الأوروبي في القرن التاسع عشر
Жанры
، و«أرسطوطاليس»
Aristotle ، أو من المذاهب الأجنبية عن فرنسا: كمذهب «هيجل» وغيره من فلاسفة ألمانيا الغيبيين. فإذا رجعنا إلى إنكلترا وقارنا بينها وبين فرنسا من ناحية العلم، وألمانيا من ناحية الفلسفة؛ وجدنا أنها قد أصيبت بالعقم العلمي في أوائل القرن التاسع عشر، فإن العلم والفلسفة لم تينع ثمارهما في إنكلترا إلا خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، وبزت في الناحيتين كل شعوب أوروبا، ولكن نجدها في أوائل القرن التاسع عشر قد أجدبت كل الإجداب في تكوين مدارس كبرى، سواء أفي العلم أم الفلسفة، فتجد أن مستكشفات العلم العظمى لم تقرن بسوى أسماء مفردة ظلت في عزلة عما حولها غالبا.
وتلك النظم المدرسية الكبيرة التي يحق للعلم أن يفخر بها في فرنسا، لم يكن لها وجود في إنكلترا، كذلك لم يكن لإنكلترا أقل ضلع في نشر المعرفة العامة في أوروبا إبان القرن التاسع عشر. والفلسفة الغيبية لم تنهض هنالك مطلقا بعد تلك الضربة التي سددها إليها «دافيد هيوم»، واقتصر التأمل الفلسفي على علمي الاجتماع والاقتصاد المبتكرين في ذلك العهد، غير أنك تلقاء ذلك تقع في إنكلترا على فكرات أخذت تتكون وتنمو في الأدب الشعري؛ فإن ما كان من قوة الابتكار الذاتي موشاة بلغة «شيلي»
Shelley «ووارد سوورث» الشعرية، وما أبرز نبوغ «تنسيون»
Tennyson ، «وبروننج»
Browning
من المعاني الناضجة العميقة، هي الأشياء التي تقع في طريقنا كأخص ما فاض به الفكر الإنكليزي خلال القرن التاسع عشر، سواء أحصرنا وجهة المقارنة بين إنكلترا وبين بقية شعوب القارة، أم بينها في عصرنا مقاسة بالعصور التي أينع فيها الفكر الإنكليزي من قبل ذلك.
ولقد نرجع في النهاية إلى ما أنتج أكبر عقل جاد به الشطر الأول من القرن التاسع عشر لنستمد منه نقطة ابتداء نرتكز عليها، قد نرجع إلى كتاب «فوست»
Faust
الذي أخرجه نابغة النوابغ «جوته»، قد نرجع إليه لنتخذه مثالا لأعمق ما جاد به القرن التاسع عشر من صور الفكر، بما فيها من الشكوك والآمال؛ إذ ينتقل بك كاتبه من تيه الفلسفة الموحش إلى ميدان العلم الطبعي الفائض بالنور، المحفوف بالإيناس والطمأنينة، أو يأخذ بيدك إلى أقصى أغوار الحياة الفردية المستورة وراء ظواهر هذا العالم؛ ليقذف بك إلى مطمأن المعتقد الديني والإيمان وما فيه من الأسرار الخفية المحيطة بطبيعة الخطيئات، والرجوع عنها إلى التوبة والاستغفار.
Неизвестная страница