Европейская мысль XIX века
نزعة الفكر الأوروبي في القرن التاسع عشر
Жанры
Leibnitz ، وأما الكتاب الثاني فكان مؤلفه «إسكندر فون همبولد»
A. von-Humboldt ، الذي لم تغادره فكرة الوحدة الحاكمة في كل الموجودات خلال كل أدوار حياته التي ملئت بمختلف صور الجهد، فأنفقها حينا مكبا على درس الطبيعة درسا عميقا، وحينا آخر مستغرقا في تقييم النتائج التي تترتب على أساليب البحث العلمي الحديثة، وحاز في كلتا الناحيتين مكانة وشأنا. ولقد استعان «فون همبولد» بمتانة من الأسلوب وسلاسة من التعبير، امتزج فيهما الشعر بالعلم؛ ليخرج من قلمه في صورة كتاب ألفه في أصيل حياته، كشف به لأنظار قارئيه ودارسيه عن صورة من صور الطبيعة العظمى، كما تخيلها عقله الكبير من قمم العلم المشرفة على اللانهاية، وكما رأتها عيناه من مرتفعات «شمبورازو».
في وسط تلك الصورة التي صورت بها الطبيعة، وفي جوف التغيرات التي تنتاب الكون، أين يوجد «الكون الأصغر»
Microcosmus ؟ طرأ هذا السؤال بالضرورة على عقل «لودز»، فهو لذلك يقول: ليس هو ذلك الكون الأعظم الذي نريد أن نصفه مرة أخرى على النموذج الذي عرفناه من قبل في ألمانيا؛ فإن صور هذه الدنيا العظيمة إذ تنزل إلى أعماق سحيقة من الإدراك العام، فهي لذلك ترجعنا إلى نفوسنا تارة أخرى لنعاود التساؤل: أية قيمة لحياة الإنسان والإنسانية، بما فيها من الخصائص الخالدة، وبما في تاريخهما من أوجه التغاير وسط هذه الطبيعة في مجموعها؟ على أن «لودز» بعد أن جمع كل ما يمكن أن يكون جوابا لهذا السؤال، عاد إلى الاعتراف بأنه لم يصل إلى شيء إلا إلى تجديد الفكرة التي بدأها «هردر» في كتابه «فلسفة التاريخ»، على أن كلا من كتاب «هردر» وكتاب «لودز» لتابع لذلك العصر الذي أثرت فيه الفلسفة والشعر على العلم والتاريخ أبين الأثر.
وقد يظن الكثيرون أنه من المستحيل، أو على الأقل من المتعذر بحكم الزمان، أن يجمع الإنسان بين منتجات العلم والتاريخ الحديث؛ ليخرج منهما بذلك الغرض الذي ندب إليه الفلاسفة وامتدحه الشعراء، أو أن يدلف بقدمه في مجاهل ذلك التيه الذي تمثله الظاهرات الطبعية المحسوسة والحوادث الكونية؛ ليصل إلى ما يختفي وراءها من الوحدة والعظمة؛ ذلك لأنهم بينما يسلمون بوجود قوة شاملة تامة تختفي وراء عالم الظواهر تسليما مطلقا، إذا بهم يقصونها كما فعل «سبنسر » إلى العالم «المجهول».
لا أراني في هذا الموطن محتاجا لأن أمضي في نقد تلك الاعتبارات التي ساقتهم إلى وجهة من النظر بالغة أقصى حد من الاعتدال والإذعان للغيب؛ ولهذا أريد أن أقصر بحثي فيهم على طريقة محدودة، وقد أكون غير مسبوق بها، تتناول النظر في صحة معتقدهم الذي يلقي في روعهم أن استيعاب الظاهرات وحادثات الكون استيعابا صحيحا، لن يأتي إلا من طريق النظر فيها من جهة تواصل أسبابها، ومن طريق نتائجها الكلية.
وإذا كان ثمة في عالم الطبيعة والحياة العقلية من شيء يحق لنا أن نسلم بأن فيه وحدة، وأنه مجهول غير مرئي، فهو بلا ريبة الفكر الإنساني: بما فيه من شعب ومفاوز، وبما له من منتجات ومظاهر، فإن محاولة يراد بها تتبع أصله الذي عنه نشأ في متروكات المدنيات التي قامت خلال العصور الأولى، أو محاولة يقصد بها صده عن الغاية التي يسير نحوها درجة بعد درجة، كلتاهما محاولة بالغة أقصى حدود الاستعصاء، وغاية ما نستطيع أن نقول: إننا أكثر علما، وأعمق معرفة بعصرنا الذي نعيش فيه، وبمختلف صور الأدب وضروب الإنتاج العقلي التي شهدنا نشوءها خلاله، فقد استطاع الفلكيون أن يصلوا إلى معرفة مقدار أكثر المدارات اتساعا، وأبعدها مسافة، بجزء ضئيل من مدار سيار وقع تحت حسهم وتناولوه بالدرس والاستقصاء.
وأقرب مثال على ذلك استكشاف «بيازي»
للسيار «سيريز»
Ceres
Неизвестная страница