Теория эволюции и происхождение человека
نظرية التطور وأصل الإنسان
Жанры
يرجع إلى الساحر، ومنه ظهر الكهنة، ولا يزال معنى السحر باقيا في هذه اللفظة في لغتنا، لأن الكاهن ساحر، وفي التكهن عرافة وتنبؤ، وقد عاش بنو إسرائيل وهم لا يعرفون سوى حكومة الكهنة مدة طويلة.
وقد يجتمع الاثنان معا فيصير الملك كاهنا، ولكن الملوك والكهنة لم يظهروا إلا بعد أن ارتقى الإنسان، أما في حالة البداوة القديمة فلم يكن شيء من ذلك.
ولننظر الآن في شيئين لا يخلو منهما أحد المجتمعات عند المتوحشين، ولا بد أن الإنسان الأول قد عرفهما، وهما الطوطم والطبو، وليس شيء كتب عنه العلماء وخطوا فيه أكثر مما كتبوا وخطوا فيهما؛ وعلة ذلك أن المتوحش نفسه لا يحسن التعبير عن معتقداته، وليست لغته مما يمكن عالما أن يتقنها.
وصفوة ما يقال في الطوطم أن نساء المتوحشين لا يعرفن أن الرجل هو سبب الحمل في المرأة، فإذا مرت المرأة الحبلى على ثعبان أو عظاية، أو سنح لها طائر أو حيوان، اعتقدت أن هذا الحيوان هو سبب حملها وولادتها، فإذا ولدت وشب ابنها صار هذا الحيوان طوطما له، لا يجوز أن يقتله أو يؤذيه للصلة التي وهمت الأم وجودها بينها وبينه!
فلكل فرد من الهمج طوطم لا يجوز له أن يقتله، وللقبيلة طوطم عام له هذه الحرمة أيضا، وربما كان في ذلك أصل لتقديس بعض الحيوان بعد ذلك.
ثم هناك الطبو، وهي لفظة بولينيزية عممها العلماء على كل ما هو محرم عند المتوحشين، وفكرة التحريم عند المتوحش تختلف عما نفهمه من هذه الكلمة؛ فمثلا زوجة الأب طبو لأولاده؛ أي إنهم محرومون من أن ينظروا إليها أو أن يتعاملوا معها، فإذا فعلوا ذلك صاروا هم أيضا طبو يحرم على رجال القبيلة أن ينظروا إليهم أو يتعاملوا معهم.
فمن ارتكب شيئا محرما عند المتوحشين صار نجسا يحرم على سائر أفراد القبيلة النظر إليه، وبعبارة أخرى نقول إن من ارتكب طبوا صار هو نفسه طبوا، وفي شريعة موسى ما يدل على أن بعض الناس كانوا طبوا في نظر الغير لا يجوز لهم ممارسة الأعمال الدينية، ومن الطبو نشأت الأخلاق؛ إذ عرف الإنسان ما يجوز له أن يعمله وما يجب عليه أن يتجنبه.
وفي طور آخر من أطوار الإنسان المتقدمة صار بعض الحيوانات طبوا لا يجوز للإنسان أن يأكله؛ كالخنزير مثلا، إنما لا ينبغي أن نفرض حدوث ذلك في المجتمع الأول؛ فإن الخنزير - مثلا - لم يصر طبوا إلا بعد انتشار عقيدة التقمص، وهذه العقيدة تحتاج إلى رقي فكري لم يكن قد بلغه الإنسان الأول، وهي قائمة على أنه إذا أكل الإنسان الخنزير صار هو نفسه خنزيرا مثله؛ لأنه بعد أن أكله قد تقمص جسمه وروحه.
وليس يمكننا أن نترك موضوع المجتمع الأول بدون أن نذكر شيئا عن السحر وعقيدة المتوحشين الآن، أو الإنسان الأول قديما وكيفية نظره للموت والمرض.
والسحر نوعان: سحر التقليد، وسحر العدوى؛ فسحر التقليد، أو المحاكاة، نراه في الأسترالي حين يريد الساحر قتل إنسان، فيقلد حركات القاتل في قتله وإن كان بعيدا عن الشخص المراد قتله، وكالعربي الجاهلي حين يستنزل الأمطار بصب ماء من إناء؛ أي كما ينزل الماء من الإناء كذلك ينزل المطر من السماء. (تكوين لبعض الأناسي الذين انقرضوا ويعثر على أحافيرهم في عصرنا) (أستراليان يقتلان أحد الناس بالسحر، والشخص الذي يراد قتله في مكان ناء لا يريانه)
Неизвестная страница