Теория эволюции и происхождение человека
نظرية التطور وأصل الإنسان
Жанры
ودليل آخر على أن الأحياء الأولى عاشت دهرا طويلا في مياه البحار، أن عناصر مياه البحار لا تزال موجودة في جميع أجسام الأحياء؛ نباتا كانت أو حيوانا، وأهم هذه العناصر هو «اليودين»، وثانيها هو ملح الطعام، وكلاهما ضروري لكل حي، وفي ملوحة دمائنا نحن البشر ما يشهد بملوحة البحر التي عاشت فيها الخلية الأولى ثم أسلافنا من الحيوان.
ولا يمكن الآن أن نعرف كيف دبت الحياة في الخلية الأولى، وقد مضى زمن كان يحسب فيه الناس أن هناك تشابها عظيما بين تكون المبلورات؛ كالبرد والثلج والألماس، وبين تكون الحياة، ولكن الفرق عظيم بين الاثنين؛ فالتبلور يحدث بالإضافة الخارجية، أما الحي فينمو بالتمثيل الداخلي؛ أي إنه يحتوي على مادة جامدة أو حية ثم يهضمها ويجعلها مثله.
فدبيب الحياة الأولى في الجماد لا يزال سرا، وإنما المقرر المعروف أنه ليس في الحي عنصر أو مركب لا نجده خارجه في الجماد؛ فالجسم الحي مؤلف من الكربون والنيتروجين والأكسجين والهيدروجين والكبريت وجملة أملاح أخرى، وبعض المركبات التي يصنعها الجسم الحي؛ مثل النشا والبول والكئول، يمكن صنعها الآن في المعامل الكيمائية.
إلا إننا إذا جمعنا المواد المؤلف منها الحي لما أمكننا مع ذلك أن نصنع خلية حية، ولكننا يمكننا مع ذلك أن نلمح شيئا من طبيعة الحياة من تركيب عناصرها؛ فأهم خاصة في الحياة هي الحركة والنشاط، وأهم خاصة في عنصري النيتروجين والكربون هي أيضا نوع من الاستعداد للحركة العنيفة؛ لأن هذين العنصرين يستعملان في المواد الانفجارية؛ مثل البارود والديناميت.
ولا فرق بيننا، ونحن أرقى ما في الأحياء وآخر السلم الذي بلغته الحياة الآن، وبين الخلية البسيطة، ولحسن الحظ لا يزال في العالم أحياء مؤلفة من خلية واحدة مثل الأميبة.
فجسم الأميبة مؤلف من العناصر والمركبات المؤلف منها جسمنا، وجميع خواص الحياة التي فينا نجدها فيها؛ ففيها الحركة، وفيها الإحساس بالألم؛ إذا وضعنا إلى جانبها حمضا تراجعت عنه، وفيها التمثيل؛ تقبض على الطعام فتمثله في جسمها، وفيها النمو والتكاثر. (تكاثر خلية الاميبة، أبسط الأحياء، بالانقسام)
فالحياة الأولى إذا لم تكن قد نشأت بهيئة أبسط من الخلية (وقد فقدنا آثارها)، فهي قد نشأت بهيئة خلية الأميبة الموجودة الآن.
وجميع خواص الحياة موجودة كما قلنا بالأميبة، ولكنها في حال ابتدائية؛ فهي تهضم الطعام بجلدها، وهي تسير عليه؛ أي على هذا الجلد، وليس لها عين، ولكنها تميز الضوء من الظلمة، وليس لها أنف، ولكنها تشم الحمض وتحاول أن تفر منه، وهلم جرا.
فالفرق بيننا وبينها أنه قد حدثت فينا أنواع من التخصص في الأعضاء؛ فبدلا من أن ننظر بجميع جلدنا صرنا نخص جزءا منه لهذا العمل، وبدلا من أن نهضم به صرنا نخص المعدة والأمعاء لذلك.
ولكننا عند التأمل نجد أن معدتنا وأمعاءنا هما جزء من جلدنا أيضا؛ فالأميبا مثل الكرة، ونحن مثل الكعكة، كما يظهر ذلك لدى أقل تأمل؛ وخاصة إذا صرفنا النظر عن الأيدي والأرجل؛ فنحن مجوفون من الوسط، وجلدنا السطحي متصل بجلدنا الداخلي من الفم إلى المخرج.
Неизвестная страница