فهو سبحانه حي لا بحياة، ومعنى هذا أن الله تعالى يوصف بأنه حي ويسمى بذلك، ولكن ليس له تعالى صفة يقال لها الحياة كما في الإنسان الضعيف ، فإنه فيه أي في الإنسان صفة زائدة على ذاته، إذا ذهبت منه هذه الصفة (الحياة) صار جمادا.
إذا فالإنسان شيء والحياة شيء آخر، الإنسان: موصوف، والحياة:
صفة، والله سبحانه وتعالى ليس كذلك، فليس له حياة هي شيء آخر غيره، كما في الحيوان، وهذا معنى قول أئمتنا عليهم السلام: إن صفاته تعالى ذاته كما قدمنا.
[سميع وبصير في حق المخلوق]
سميع بالنسبة للإنسان: هو المدرك للمسوعات بمعنى محله الصماخ.
وبصير: هو المدرك للمبصرات بمعنى محله الحدق.
[سميع وبصير في حق الخالق]
وإذا أريد بهما الخالق جل وعلى فهما بمعنى عالم المسموعات وعالم المبصرات، فلا يجوز أن تثبت لله تعالى عرضا يحل في الحدق، ولا عرضا يحل في الصماخ تعالى الله عن الأعراض والآلآت، وعن مشابهة المخلوق الضعيف.
وما قلنا هنا في تفسير هذه الصفات هو اللائق بجلال الله وعظمته وقدسه عن مشابهة المخلوقين، فلا يجوز أن نشبه الله تعالى بالمخلوقين في شيء من الصفات لقوله تعالى: ((ليس كمثله شيء))، ((ولم يكن له كفوا أحد)).
Страница 23