ثم ما أعلم على وجه الأرض بلدا يرفع فيه الحسنات من أنواع البر بكل حسن مائة ألف حسنة ما يرفع له بمكة ، وما أعلم بلدا على وجه الأرض فيها شراب الأبرا مصلى الأخيار غيرها .
قيل لابن عباس : ما شراب الأبرار ومصلى الأخيار ? قال : شراب الأبرار ماء زمزم ومصلى الأخيار تحت المحراب .
١٥ وما أعلم من بلدة صلى فيها بأمر الله تعالى نبيه إلا مكة، قال الله تعالى (وأتخذوا من مقام إبزوعر مصل) [البقرة : الآية 125] ثم ما أعلم على وجه الأرض من مس شيئا يكفر الذنوب والخطايا وتنحط كما ينحط الورق من الشجرة اليابسة إلا بمكة وهو استلام الحجر الأسود والركن اليماني رقد روي عن رسول الله صلعلم قال : «استلامهما يحط الخطايا حطا» ثم ما أعل على وجه الأرض بلدة إذا دعى فيها العبد أمنت على دعائه الملائكة يقولون : آمين مين إلا مكة حول بيت الله الحرام . ثم ما أعلم على وجه الأرض بلدة يكتب لمن ظر إلى الكعبة من غير طواف ولا صلاة إلا بمكة يكتب له عبادة الدهر ، ثم ما أعلم لده يصل فيها الإنسان من طاعات الله تعالى ما يصل إليه بمكة، ولإفطارك في مكة ي حرم الله تعالى عز وجل أفضل من صيام الدهر وقيامه في غيرها ، ثم ما أعلم بلدة حشر منها الأنبياء والصديقين والأبرار والفقهاء والصالحين والعباد من الرجال والنسا ما يحشر من مكة.
ثم قال : إنهم يحشرون يوم القيامة وهم آمنون يوم القيامة من عذاب الله ثم ما أعلم بلدة ينزل فيها في كل يوم من رائحة الجنة ورواحها ما ينزل بمكة إن ذلك كله لطائفين ، ويقال : يستجاب الدعاء بمكة في خمسة عشر موضعا : أولها : عند الملتزم الدعاء فيه مستجاب وتحت الميزاب مستجاب ، وعند الركن اليماني مستجاب ، وعلى لصفا والمروة مستجاب ، وبجمع مستجاب ، وبعرفات مستجاب وعند الجمرات الثلاث مستجاب ، وعند زمزم مستجاب . فاغتنم يا أخي عند هذه المواضع التي ستجاب فيها الدعاء ويرجى فيها المغفرة فاجتهد فيها الدعاء والتضرع فإنك إن شرجت عنها أذهب الله عنك بركات هذه المواضع كلها ، ويقال : حكتوب في أسفل المقام أنا الله لا إلله إلا أنا ذو بكة حرمتها يوم خلقت السملوات والأرض ووضعت هذين الجبلين، وحففتها بسبعة أملاك حنفاء من جاءني زائرا لهذا البيت ، عارفا لحقه ، معظما لقدره ، مذعنا لي بالربوبية ، حرمت جسده على النار .
وقال صعلم : «إذا كان يوم عرفة بالموقف، فإن الله عز وجل يدنو حتى يكون دني سملواته إلى أرضه ، ثم تفتح أبواب السماء فيباهي بالحجاج الملائكة فيقول : يا للائكتي انظروا إلى عبادي ، شعثا غبرا جاءوني من كل فج عميق يرجون مغفرتي فقد غفرت لهم ، أفيضوا عبادي كلكم مغفورا لكم مشفعين فيمن شفعتم، فلو كان ذنوبكم مثل عدد القطر ، أو مثل عدد أيام الدنيا لغفرت لكم ولا أبالي ، فإني أرحم لراحمين، ورحمتي وسعت كل شيء 155 ال صلم : «من حج حجة الإسلام، وطاف طواف الزيارة، فإنه يطوف يومئذ لا ذنب له، يأتيه ملك فيضع كفه بين كتفيه يقول: اعمل فقد كفيت فامض». فإياك يا أخي ثم إياك أن تخرج من مكة ، فلو لم يدخل عليك كل يوم إلا فلسان من حلال كان خيرا من أن يدخل عليك في غيرها ألفان وإن السعيد من سعد بفضل الله عز وجل، والأعمال بالخواتم فعليك بتقوى الله، ولزوم العزلة، واشتغل بنفسك واستأنس بكلام الله تعالى ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
6 181 - الحديث الثاني والثمانون بعد المائة عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلم : «إن هذه الأمة تسربتلى في قبورها» .
خرجه مسلم 11) الحكاية الثانية والثمانون بعد المائة حكي عن أحد العصاة أنه مات ، فلما حفروا قبره ، وجدوا فيه حية عظيمة فحفروا له قبرا آخر، فوجدوها فيه ثم كذلك قبرا بعد قبر إلى أن حفروا نحوا من ثلاقمين قبرا، وفي كل من ذلك وجدوها فيه فلما رأوا أنه لا يقدر أن يهرب من الله ارب ، ولا يغلب الله غالب، دفن معها، وهذه الحية هي عمله، لا يفارقه أبدا.
44 183 - الحديث الثالث والثمانون بعد المائة عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «إن العلماء ورث لأنبياء ، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنمنا ورثوا العلم احرجه أبو داود والترمذي 3 لحكاية الثالثة والثمانون بعد السائة حكي عن الحسن البصري رضي الله عنه قال : الناس في الدنيا على خمسة صناف العلماء وهم ورثة الأنبياء ، والزهاد وهم ورثة الأولياء ، والغزاة وهم أسياف (1) صحيح مسلم (8/16٠) .
(36 42 (3) سنن الترمذي (2682) 15 له، والتجار وهم أمناء الله، والملوك وهم رعاة الخلق، فإذا أصبح العالم للمال جامعا فبمن يفتدي وإذا أصبح الزاهد راغبا فبمن يستدل ويهتدي ، وإذا أصبح الغازي رائيا ، والمراءي لا عمل فيه فبمن يظفر على العدو ، وإذا كان التاجر خائنا فبمن يؤمن ويرتضي وإذا كان الملك ذئبا ، فبمن تحفظ الغنم وترعى والله ما أهلك الناس إلا العلماء المداهنون ، والزهاد الراغبون والغزاة المراؤون ، والتجار الخائنون، والملوك الظالمون ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون *2* 184 - الحديث الرابع والثمانون بعد المائة عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلم «إنما الأعمال بالخواتيم» خرجه البخاري وصسل 1 .(2 الحكاية الرابعة والثمانون بعد المائة حكي عن عبد الله بن المبارك رضي الله عنه أنه فتح عينه عند الوفاة وهو يضحك وقال : «لمثل هذا فليعمل العاملون».
444 185 - الحديث الخامس والثمانون بعد المائة من أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلم : «ما أذن الله لشيء كأذنه وعبي بأن يتغنى بالقرآن يجهر به».
Неизвестная страница