فأما لماذا نرى الأشياء قبل كونها؟ [ ولماذا نرى الأشياء بتأويل أشياء دالة على أشياء، قبل كونها] ؟ولماذا نرى أشياء ترينا أضدادها؟ ولماذا نرى أشياء فلا نراها، ولا نرى لها تأويلا، ولا نرى أضدادها بتة، فإن العلة فى ذلك ما للنفس من العلم [بها] بالطبع وأنها موضع لجميع [أنواع] الأشياء الحسية والعقلية.
فقد قال ذلك أيضا قبلنا أفلاطون، حكيم اليونانيين، واقتناه وحكاه عنه فيلسوفهم [المبرز] أرسطوطاليس فى الأقاويل النفسية؛ وإنما قال ذلك أفلاطون، إذ كانت الأشياء المعلومة جميعا إما محسوسه وإما معقولة، وكان للنفس وجدان المعقولات ووجدان المحسوسات. وكان يقول إن النفس حاسة [أعنى] أنها تجد المحسوسات فى ذاتها، ويقول عاقلة، [أعنى] أنها تجد المعقولات فى ذاتها.
Страница 301